نادي إعلاميي لندن في خطته لهذا العام، والذي أول أهدافه بناء الصلة والعلاقة الإيجابية بين الإعلامي المبتعث والإعلام في الدولة المستضيفة، بدأ خطته بتقوية العلاقة بين النادي وبين الملحقية الثقافية، ممثلة في الملحق المكلف الدكتور فهد النعيم الذي بدا مضيفا جيدا وقائدا صريحا ومتحدثا بارعا لمجموعة من الطلاب يحملون همّ زملائهم المبتعثين في أنحاء بريطانيا.

بدأ الملحق بتطميننا حول موضوع تعديل سعر الصرف، وأنه تحت الإجراء بعد أن قام هو وفريقه بجهد مقدر في هذا الموضوع.

تحدث الدكتور فهد بعد ذلك عن مسألة التأمين، وهو ما أود مناقشته في هذا المقال.

في الحقيقة، العقد السابق الذي أشرفت على إجراءاته الإدارة السابقة اتضح لجميع الطلاب أنه على عظم المبلغ المدفوع الذي يتجاوز 30 مليون باوند كان بالفعل هدرا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فالشركة كانت ذكية جدا، فقد طلبت أن يلزم الطالب بالجي بي في منطقته، ويحصل منه على خطاب التحويل إلى مستشفى خاص، وهذا يضمن لهم قلة المستفيدين من تأمينهم، فمن النادر أن يوافق الجي بي على تحويلك ويصرون على علاجك ودفعك لشراء الدواء على اعتبار أن الصيدليات لا تقدم دواء مجانيا للبالغين.

أيضا أنت ملزم بالتعامل مع مستشفيات منطقتك، ومن يعرف بريطانيا يعرف أن المستشفيات الخاصة ليست منتشرة في كل القرى والمدن البريطانية، وتكاد تتركز في المدن الرئيسة، كما أن الدرجة الأولى من المستشفيات ليست في قائمة المبتعث، والمستشفيات التي يتعالج بها ومسموح بها مستواها في الريت البريطاني منخفض، كما أنك تكتشف أن بعض الأجهزة التي يحتاجها طبيبك لإجراء جراحة لك لا يشملها التأمين ويتم إجبارك على دفعها، بل يغطي التأمين فقط ثلاثة أيام للتنويم وما بعده حتى لو احتجته تدفعه أنت، كما أن علاج أسنان الأطفال والعيون هو مجاني في بريطانيا، لذا نجوا من تكاليفه.

لذا أكاد أجزم أن المستفيدين من التأمين لم يبلغ أكثر من 50 في المئة من الطلاب بسبب كل هذه العقبات التي وضعتها شركة التأمين قبل أن يسمح لك بالدخول تحت مظلة تأمينهم والاستفادة من 30 مليونا وأكثر ذهبت لجيوبهم بلا استفادة حقيقية.

الدكتور فهد النعيم أخبرنا في اللقاء باقتراح تقدم به، وهو اقتراح ذكي والتقاطة عظيمة منه، هو يريد من الوزارة أن تعطيه 20 مليونا وهكذا يوفر أكثر من 10 ملايين باوند ما يعادل 55 مليون ريال وتقدم الملحقية ضمانات صحية.

أؤيد فكرة الدكتور ونتمنى تنفيذها بشروط يتم التأمين بدرجة عالية ولدى الشركة القديمة أفيفا أو من هو مثلها لمن يعاني من الأمراض الآتية: السرطان والضغط والسكر والربو والفيروسات، وكل مرض مزمن، وعددهم لن يكون كبيرا لكن بالتأمين الممتاز وبمستشفيات الدرجة الأولى سيكون تصرفا رحيما في حقهم.

باقي الطلاب يمنحون ضمانات صحية عندما يحتاجونها بشرط أن القسم الذي يصدر هذه الضمانات يشرف عليه الملحق بنفسه ويبعد منه من يتعامل بقسوة مع الطلاب، وسبق تقديم شكوى منه، وأظنهم في الملحقية يعرفونهم جيدا.

نحن كمبتعثين نعرف قيمة المال الذي يدفع وكل فكرة ستحمي مال بلدنا من الهدر، لذا سنقف مع فكرة الدكتور فهد النعيم.