ماكس كوتنر


وضع مؤرخو شبكة "سي- سبان" التلفزيونية الأميركية قائمة بأفضل سمات الــ43 رئيسا في تاريخ أميركا، احتل فيها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما المركز الــ12.

ويُعد هذا الإصدار الثالث بعد إصدار عامي 2000 و2009 لوضع ترتيب لسمات الزعامة بين رؤساء الولايات المتحدة السابقين.  

وتباينت ردود فعل أعضاء الفريق الاستشاري للمسح بشأن تحديد وضع أوباما، فقال أستاذ التاريخ بجامعة رايس، دوجلاس برينكلي "مجيء أوباما في المرتبة الــ12 أمر مثير للإعجاب تماما".  وقالت أستاذة التاريخ بجامعة هوارد، إدنا جرين ميدفورد "يظن المرء أن شعبية الرئيس أوباما المرتفعة عند تركه المنصب كانت ستترجم إلى ترتيب أعلى في القائمة، لكن المؤرخين بالطبع يفضلون النظر إلى الماضي من بُعد، وبالطبع الوقت وحده كفيل بإظهار تراثه".

ولم يتغيَّر الترتيب العام للرئيس أبراهام لنكولن منذ استطلاع 2009: حيث احتل المركز الأول (كما حصل أيضا على المرتبة الأولى عام 2000)، وحصل جورج واشنطن على المركز الثاني وفرانكلين روزفلت على المركز الثالث، وثيودور روزفلت على الرابع. أما الستة الآخرون من العشرة الأوائل فقد جاءوا حسب الترتيب التالي: دوايت أيزنهاور، هاري ترومان، توماس جيفرسون، جون كينيدي، رونالد ريجان وليندون جونسون.

وجاء في بيان من شبكة "سي سبان" أن أوباما باحتلاله المركز الــ12، يقع مركزه بين وودرو ويلسون وجيمس مونرو. أما بالنسبة للرؤساء الحديثين نسبيا، فقد واصل بيل كلينتون احتلال المركز الـ15، وتحسَّن مركز جورج دبليو بوش ثلاثة مراكز فوصل إلى المركز 33. 

 وكان أكبر تغيير في الترتيب العام لأندرو جاكسون، الذي انخفض ترتيبه إلى 18 من 13. ويذكر أن البعض قارن الرئيس دونالد ترمب بالرئيس السابع للولايات المتحدة الشعبوي، جاكسون الذي انخفض ترتيبه. أما الرئيس الخامس عشر جيمس بوكانان فقد جاء في المرتبة الأخيرة، كما حدث في السنوات السابقة.

واستندت الدراسة على 10 صفات قيادية، ولكل منها ترتيب رئاسي فردي خاص بها: الإقناع العام، وقيادة الأزمات، والإدارة الاقتصادية، والسلطة المعنوية، والعلاقات الدولية، والمهارات الإدارية، والعلاقات مع الكونجرس، ووضع جدول الأعمال، وممارسة العدالة المتساوية للجميع، والأداء في حدود الزمن. ولقد أدى أوباما بشكل جيد للغاية في واحدة من تلك الفئات (رقم 3 ممارسة العدالة المتساوية)، وبشكل سيئ للغاية في (رقم 39 الخاص بالعلاقات مع الكونجرس). 

ويرى الذين يقفون وراء الدراسة، في بيان لهم، أن ترتيب أوباما قد يتغيَّر في المستقبل. وقال إدنا جرين ميدفورد "بالطبع، إن المؤرخين يفضلون عرض الماضي البعيد، وبالتالي فإن الوقت سيكشف إرثه".

لم تكن شبكة "سي - سبان" التلفزيونية أول من أجرى مسحا رئاسيا يشمل أوباما، ففي عام 2012، أي في نهاية الولاية الأولى لرئاسته، وضعته مجلة "نيوزويك" من بين أفضل 10 رؤساء منذ عام 1900. وفي عام 2015، وضعه معهد بروكينجز في المرتبة الـ18


*كبير محرري مجلة (نيوزويك) الأميركية