ما زال قرابة 5000 مواطن في قرى متناثرة وسط سلسلة من جبال مركز السلف بآل تليد بمحافظة الداير شرق جازان، يحلمون بتعليم ميسر وطرق معبدة وخدمات اتصال تبقيهم على اتصال بالعالم.

 


ظروف صعبة

تحولت الأمية إلى كابوس يهدد شباب وشابات قرى الداير، في ظل غياب محفزات التعليم وكثرة المعوقات، إذ يكتفي كثير من الشباب بإتمام المرحلة المتوسطة فيما تظل إجادة القراءة والكتابة هي الأمنية التي يموت البعض من كبار السن قبل تحقيقها.

يقول يحيى التليدي: قدرنا أن منطقتنا نائية وظروف المعيشة الصعبة عجلت بهجر أبنائنا مقاعد الدراسة مبكرا، إذ تبعد أقرب مدرسة من قرانا للمرحلة الثانوية بنين وبنات قرابة 14 كلم، فضلا عن عدم وجود وسيلة نقل آمنة مما يفاقم المشكلة، وأضاف: شبابنا يتوقفون عن الدراسة لعدم توفر مدارس ثانوية، والطرق الوعرة تصعب مهمة الوصول إلى المدارس البعيدة، إذ نحتجز عند هطول الأمطار.

 


شبه عزلة

أوضح علي التليدي أنه بالرغم من وجود مشروع سفلتة طوله 16 كلم إلا أنه لم ينفذ بعد، وما زالت وعورة الطرق تزيد مريضنا علة على علته وتتعاظم معاناتنا عند هطول الأمطار فتنقطع الطرق ونعيش في عزلة إجبارية وتتعطل مصالحنا ونعجز عن الخروج من قرانا، مبينا أنهم يصلحون طرقهم بجهودهم الذاتية، وأضاف صالح التليدي: ما زلنا نعيش في شبه عزلة بسبب ضعف شبكة الاتصال، فلا يوجد سوى برج واحد كثير الانقطاعات تمر الساعات دون أن نملك وسيلة اتصال.

واستغرب جابر التليدي من عدم توفر مختبر بمركز الرعاية الأولية وعدم الاستجابة لمطالب الأهالي بتوفير سيارة إسعاف لوعورة المنطقة وكثرة الحوادث المرورية والإصابات.

 


 قوائم الانتظار

شدد رئيس مركز السلف عبدالله الودعاني، على حاجة المركز إلى مدارس خاصة للمرحلة الثانوية، مشيرا إل مخاطبة مكتب التعليم بهذا الخصوص، وبين أن المجلس المحلي بمحافظة الداير أوصى بفتح مدارس للمرحلة الثانوية، إلا أن الوضع ما زال على ما هو عليه، موضحا أن هناك طريقا يربط السلف بالكرش سيخدم قرى السلف وما جاورها طوله 16 كلم، ولكنه ما زال في قوائم الانتظار.

 


 خدمات مهمة

يقول عضو مجلس الشورى سعيد الخالدي: إن واقع قرى قبائل آل تليد في السلف ووادي حمر وتشوية وكحلاء ونتاور والمفجر، في أمس الحاجة إلى تلبية احتياجاتهم من الخدمات الأساسية الضرورية، فتلك القبائل تقع على المنطقة الحدودية بطول 80 كلم وتتربع فوق قمم الجبال الشاهقة صعبة التضاريس ويتبعها عشرات القرى والهجر الآهلة بالسكان وهي ذات مساحة واسعة وتعداد سكاني كبير، إلا أن تلك القرى والهجر تفتقر إلى العديد من الخدمات المهمة والحيوية، وفي مقدمتها الطرق المعبدة والخدمات الصحية وعدم وجود خدمة الاتصالات التي جعلتهم يعيشون في عزلة عن بقية أجزاء المملكة.