كشف الملحق الثقافي لدى سفارة المملكة في الولايات المتحدة الأميركية الدكتور محمد العيسى عن معدل أعداد الطلبة الذين يتعرضون سنويا للوفاة الطبيعية أو نتيجة جرائم قتل، موضحا أن الأعداد لم تتجاوز ثلاث وفيات في العام الواحد، حيث تقوم السفارة بمتابعة كافة القضايا لتحقيق العدالة لذوي الطلاب.


مراقبة الحسابات

وأكد العيسى أن الملحقية تراقب وتتابع حسابات الطلبة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن الجميع يخضعون للرقابة لمعالجة وكشف الأفكار المتطرفة، مبينا أنه لا يوجد طلاب سعوديون تقدموا للحصول على «الجرين كارد الأميركي» سوى المتزوجين من أميركيات، محذرا كل من يسعى لذلك بإيقاع عقوبة الفصل من البعثة الدراسية.

جاء ذلك على هامش افتتاح وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى ملتقى الملحقين الثقافيين في دورته الثامنة أمس بعنوان «دور الملحقيات الثقافية في تعزيز مكانة المملكة دوليا». وبين الملحق الثقافي لدى واشنطن، أن حالات المشاكل الزوجية بين الأسرة الواحدة لا تتعدى أصابع اليد، وتتم معالجتها بالتواصل مع الزوجين من خلال الملحقية، ويجري حلها داخل المملكة، ولا يسمح لهم بحل مشاكلهم عن طريق الجهات الأميركية».


ترشيد دارسي الطب

وقال العيسى إنه سيتم إلحاق الطلاب بالبعثة الدراسية دون توقف بشرط اكتمال الشروط، لافتا إلى أن الملحقية ضمت لبعثتها العام الماضي أكثر من 5 آلاف طالب، وأن عدد الطلاب الحاليين في أميركا يبلغ 64 ألفا، ومع المرافقين يصل إلى 88 ألفا، مؤكدا أن الملحقية تعمل على ترشيد الدارسين في التخصصات الطبية الخارجة عن التخصصات المحددة في البرنامج.


 الابتعاث للدول العربية

كشف الملحق الثقافي لدى سفارة المملكة في مصر الدكتور خالد النامي عن بدء وزارة التعليم دراسة جدوى فتح باب الابتعاث إلى الدول العربية، مشيرا في معرض إجابته عن سؤال لـ«الوطن» إلى أن هذا الموضوع قيد الدراسة والبحث، وأن جميع الدول العربية تشملها الدراسة ممن لديها جامعات متميزة بدون استثناءات.

وبين النامي أن وزارة التعليم تبحث عن المنتج الجيد للطلاب من خلال اعتمادها على القوائم العالمية للجامعات، الأمر الذي لا يقلل من شأن جامعات الدول العربية، ولكن العمل يجري على ابتعاث الطلاب للجامعات الأفضل.


 تطوير برامج الملحقيات

لفت النامي إلى أن الاجتماع خلص إلى أهمية تطوير أداء الملحقيات الثقافية وتطوير برامجها وأنظمتها، ومن خلال مشاركة الملحقيات في المعارض والمؤتمرات، إضافة إلى أن الملتقى ناقش منح الملحق الثقافي مزيدا من الصلاحيات في بعض أعماله.

وأوضح الملحق الثقافي لدى مصر أن ألف طالب سعودي يدرسون حاليا في الجامعات المصرية على حسابهم، مشيرا إلى أن جميع التخصصات الدراسية مفتوحة للطلاب في الجامعات المصرية، وأن أعداد الطلاب الذين درسوا في مصر ولم يعادلوا شهاداتهم بسيطة ولا تذكر. وأكد النامي أن الملحقية لم ترصد أي ملاحظات تتعلق بانتماء بعض الطلاب لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة من قبل السلطات السعودية على أنها جماعة إرهابية.


تأمين صحي للمبتعثين

من جهته، أشار وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى إلى أن الوزارة رتبت برنامج التأمين الطبي للمبتعثين الدارسين لدى الدول الكبيرة، مثل أميركا وكندا وبريطانيا، وسيطبق على الطلاب الدارسين في أستراليا. وشدد العيسى على أهمية الأدوار المنوطة بالملحقيات الثقافية في الخارج، لتقوية ودعم العلاقات الثنائية مع المملكة، خصوصا ما يتعلق بالجوانب التعليمية والبحثية.  وأشار إلى أن الملحقيات تضم في بعثتها كل من يستوفي الشروط والضوابط، مبينا أن توظيف الملحقيات الثقافية لبعض الأجانب ضروري ويلبي بعض الاحتياجات، ولكن الوزارة تدعم دوما توظيف السعوديين قدر الإمكان.


توعية ثقافية وقانونية

أشار الملحق الثقافي في السفارة السعودية ببريطانيا الدكتور عبدالعزيز المقوشي، إلى أن الملتقى السنوي للملحقين الثقافيين تطرق إلى أمرين رئيسيين هما: بناء الإستراتيجيات فيما يتعلق بعمل الملحقيات السعودية، إضافة إلى محور تبادل الخبرات، واستعراض النماذج الناجحة من أجل تجويد العمل. وبين المقوشي في تصريح صحفي أن الملحقية ترعى قرابة 15 ألف طالب وطالبة بمرافقيهم، وتعمل على توعيتهم بالجوانب الثقافية والقانونية الخاصة بالطلبة، موضحا أن تلك الإشكالات تتعلق إما بجهل الطلاب بالقوانين أو بضعف بالجوانب الثقافية.

وعن دور الملحقية الثقافية في التصدي للأصوات التي تعادي المملكة، أكد المقوشي أن الملحقية التقت أخيرا عددا من المثقفين السعوديين المتواجدين في بريطانيا وعددا من الطلاب، وتم حثهم على إبراز الوجه الحقيقي للمملكة، والعمل على بث رسائل تستهدف المجتمعات الأخرى.


 الابتعاث لدول العشرين

أفاد وكيل وزارة التعليم للبعثات، المشرف العام على الملحقيات الثقافية الدكتور جاسر الحربش، بأن هناك قرارات تتعلق بتوسيع الابتعاث، وذلك بضم الطلبة للدول المتقدمة، منوها إلى أن التركيز في الابتعاث سيكون على دول مجموعة العشرين الاقتصادية، وذلك لتميزها العلمي والاقتصادي. وبين أن دولا مثل الصين وكوريا لديها أعداد أقل مما تطمح إليه وزارة التعليم، آملا أن يزيد أعداد الطلاب المبتعثين إلى هناك.

إلى ذلك، أكد الملحق الثقافي في السفارة السعودية بتركيا الدكتور مساعد العبدالمنعم، أن تركيا يتواجد فيها قرابة 200 طالب مبتعث غالبيتهم يتلقون التعليم في تخصصات طبية، من عدة جامعات معترف فيها، مشددا على أن هناك تركيزا في دراسة العلوم الطبية، إذ تم تخصيص 60 مقعدا سنويا للطلبة السعوديين من قبل وزارة التعليم العالي التركية بناء على اتفاقيات أبرمت بين الرياض وأنقرة أخيرا.


تعزيز الأمن الفكري

شدد العبدالمنعم على أن هناك اجتماعات تجري بين مسؤولين بالملحقية والمفكرين الأتراك والنخب التعليمية، مع أجل تعزيز هوية السعودية، كما يتم الالتقاء مع الطلبة بشكل دوري لتعزيز وتجديد أنهم سفراء للوطن في الخارج.

وأضاف أن تركيا بحكم مجاورتها لسورية وهي بلد مضطرب وتوجد به جماعات إرهابية، فإن الملحقية الثقافية تعمل على تعزيز الأمن الفكري للطلبة، وعقد اجتماعات معهم، وتذكيرهم بعدم الانخراط في أي تجمعات، وعدم الالتفات لأي رسائل ترسل لهم من جماعات إرهابية مغرضة، وترمي لتجنيد الطلبة السعوديين.