شكا عدد كبير من المواطنين في مناطق حائل والحدود الشمالية والقصيم والجوف، من عدم وجود خدمات أمنية وإسعافية على الطريق الرابط بين مركز تربة التابع لمنطقة حائل، ومحافظة العويقيلة التابعة لمنطقة الحدود الشمالية، والبالغ طوله حوالي 280 كلم، ويعدّ من الطرق البرية الجديدة المهمة التي نفذتها وزارة النقل، إذ يربط طريق حائل العويقيلة بمسافة 450 كلم بين منطقتي الحدود الشمالية وحائل، ويمر بعدد من القرى والهجر الصغيرة التي يتجاوز عددها 20 قرية وهجرة، ومنها: تربة، جبلة، الحيانية، الأدية، أشيقر، زهوة، نعيجان، الفريهيدية، ابن سمير، الدويد، لوقة، عذفاء الجوف.

وأكدوا أن طريق العويقيلة ـ تربة يمثل شريانا حيويا يربط الطريق الدولي بمناطق عدة، ويختصر المسافة على المسافرين، ويشكل أهمية كبرى للمواطنين من أهالي مناطق حائل والقصيم ومحافظة رفحاء العاملين في المناطق الشمالية، والذين يترددون عبر هذا الطريق، لا سيما المعلمين والمعلمات. وأشاروا إلى وقوع كثير من الحوادث المرورية المؤلمة على هذا الطريق، الأمر الذي يتطلب تغطيته أمنيا وإسعافيا، وكذلك بوحدات الدفاع المدني لمباشرة الحوادث ومساعدة المواطنين.


فجوة أمنية

في هذا السياق، أوضح خالد الشلاقي أن هذا الطريق يشكل فجوة أمنية تحتاج إلى تغطية بدوريات أمن الطرق، لأنه من الطرق الحيوية الرئيسية، ويسلكه مسافرون وشاحنات نقل أعلاف وبضائع ومربو ماشية، مشيرا إلى وقوع كثير من الحوادث المرورية على هذا الطريق، راحت ضحيتها أرواح بريئة، بسبب عدم وجود إسعافات. وأضاف أن المسافرين يتذمرون أيضا من مضايقة ومزاحمة الإبل للسيارات على هذا الطريق، فأصحاب الأبل يسلكون بإبلهم الطريق نفسه ويوقفون حركة السير لأوقات طويلة، ويمنعون سالكي الطرق من التعرض للإبل، مما يعطل الحركة المرورية، ويسبب حوادث شبه دائمة، وحدوث مشاجرات بين المسافرين وأصحاب الإبل.


الإسعاف الطائر

أما نايف الحميدي الشمري، الذي فقد والده في حادث مروري على هذا الطريق خلال الشهر الجاري، فقال إن والده توفى في حادث انقلاب، وإنه بحسب المواطنين الذين باشروا الحادث قبل صلاة العصر وتواصلوا مع الجهات الأمنية والهلال الأحمر، فإن سيارة الإسعاف لم تصل من محافظة العويقيلة على بعد 120 كلم إلا قبيل صلاة المغرب، وكان والده قد توفى متأثرا بإصاباته البالغة.

وذكر أن والده يعدّ الفقيد الثاني للأسرة بعد ابن عمه الذي أصيب في حادث مروري على الطريق نفسه، وتوفي نتيجة تأخر إسعافه ونقله إلى المستشفى. وطالب الشمري الجهات المعنية بالنظر في وضع الطريق والاهتمام بأرواح الأبرياء وتغطيته بالإسعاف الطائر، لبعد المسافة وكثرة الحوادث.


ضم المخافر الصغيرة

من جانبه، قال جزاء الربيعان، إن قرية نعيجان تعدّ نقطة تجمع وارتباط لكثير من الطرق الرئيسية الرابطة بين عدد من المناطق والمحافظات، منها طريق الجوف عذفاء وطريق ابن سمير رفحاء، وطريق تربة حائل، وطريق الأدية العويقيلة المرتبط مع طريق الشمال الدولي، مؤكدا أن هذه القرية أصبحت نقطة ارتكاز لخدمات كثير من الهجر والقرى التي حولها، لوجود المدارس فيها، ووجود نقطة أمنية.

وطالب الربيعان بضم النقاط الأمنية الموجودة في بعض القرى المجاورة لنقطة نعيجان، وتحويلها إلى مركز شرطة متكامل ودوريات أمنية تخدم جميع القرى وتغطي الطريق الرئيسي، إضافة إلى تزويد المركز بنقطة دفاع مدني، تكون ضمن المركز الأمني ونقطة إسعافية من الهلال الأحمر.

ضوابط استحداث المراكز الإسعافية

إلى ذلك، أوضح المتحدث الإعلامي بفرع هيئة الهلال الأحمر بمنطقة الحدود الشمالية مساعد غالي العنزي، أن طريق العويقيلة- تربة إلى نهاية حدود منطقة الحدود الشمالية وعلى مسافة حوالي 155 كلم شمالا، تتم تغطيته إسعافيا من مركز إسعاف محافظة العويقيلة، ومساندة مركز إسعاف المركوز.

أما الجزء المتبقي من الطريق بمسافة 125 كلم جنوبا فيتبع منطقة حائل، وتتم تغطيته من إسعاف مركز تربة.

وبيّن أن استحداث المراكز الإسعافية الجديدة يتم وفق ضوابط ومعايير وضعتها هيئة الهلال الأحمر، تشمل المسافات بين المراكز الإسعافية وإحصاءات الحالات الإسعافية الناتجة عن الحوادث المرورية.

وأشار العنزي إلى أن منطقة الحدود الشمالية لم تتم تغطيتها بالإسعاف الطائر حتى الآن، وتوقع أن يشملها الإسعاف الجوي في مراحل التشغيل القادمة مع الشركة المشغلة الجديدة التي تعاقدت معها الهيئة مؤخرا.