إذا كان المسير ما يسر فالجلوس ما يضر. عانى أهالي خميس مشيط ومرتادو طريق الملك فهد في خميس مشيط الأمرين من تعثر مشاريع الأنفاق، فقد بقي نفق الغروي متعثرا ما يقارب 8 سنوات. حيث يختنق الطريق بالسيارات على مدار الساعة خلال تلك السنوات، حتى إنها أصبحت جزءا من معاناة الكثيرين اليومية. والآن وللأسف تكررت المأساة ولم يستفد المسؤولون من تلك التجربة المريرة، فنفق المعارض خميس مشيط، المتعثر منذ أكثر من 3 سنوات، ومن المتوقع أنه لن يرى النور قريبا، ولمروري يوميا مع تلك التحويلة المزدحمة، ذات الأسفلت المتشقق والحفر المتناثرة، وللخوف من هبوط مفاجئ أو سقوط في طرف الطريق نتيجة التزاحم والأمطار حول حفرة النفق التي يبلغ عمقها تقريبا 10 أمتار، فتلك التحويلة المزدحمة على مدار اليوم، ترفع ضغط الدم، وتسبب للسائقين التوتر العصبي.

فقد تمنيت مرارا وتكرارا أن الطريق بقي على ما هو عليه، فقد كان الناس يقولون «خلوها على مبنى الشايب أطيب»، فلو بقي نفق المعارض على مبنى الشايب لما عانينا من تعثر المشروع، ولما تضرر الناس من التحويلات والازدحام، ومن الحوادث المرورية المتكررة، فقد طالعتنا بعض الصحف قبل أسبوعين بصور لسقوط مركبة داخل النفق، أصيب فيها شخصان وتهشمت مركبتهما.

أضرار تعثر المشروع ليست فقط على عابري الطريق أو سكان الأحياء المجاورة، بل تضرر من ذلك الجميع. فأصحاب المعارض التجارية والأراضي هناك تأثروا سلبا بتأخر اكتمال المشروع، كما أن سكان أحياء غرب الخميس يعانون يوميا صعوبة الدخول إلى تلك الأحياء. فكما استفتحنا المقال بالقول القديم إذا كان المسير ما يسر فالجلوس ما يضر.

فأرى أن الضرر مع بقاء هذا المشروع دون إكماله أبلغ، وأن النفع كذلك في المستقبل سيكون للأجيال القادمة، ولن يستفيد منه أبناء هذا الجيل، ولذا أرى أن الأجدر بأمانة عسير والمسؤولين عنه دفن ما تم من حفر وإعادته على ما كان عليه، ويؤجل عمله إذا كان هناك ضرورة حتى وقت آخر، وتكون الفكرة فيه حاضرة ويكون المشروع مدروسا من كل جوانبه. ولو تم الدفن قبل بداية هذا الصيف لكان هذا الحل أنجع، وذلك لتخفيف الاختناقات المرورية المتكررة والتي نراها هناك في كل صيف، وهذا رأيي، وكما يقولون خلوها على مبنى الشايب أفضل. والله إن مبنى الشايب طيب، إشارة مرورية أو دوار يفي بالغرض.