منذ البدء في صرف رواتب موظفي الدولة وفق الأبراج، وأنا عاجز عن تحديد «ساعة الصفر» لبدء عمليات السحب النقدي وسداد الفواتير من المرتب الشهري، وصولا إلى آخر ريال في الحساب الجاري!

إذ لم أعد أعرف يوما ثابتا في الشهر تودع فيه الرواتب في الحسابات البنكية للموظفين، لاختلاف أيامه من شهر إلى آخر، على عكس ما كان معمولا به سابقا عندما كانت تودع فجر اليوم الـ25 من كل شهر هجري.

ما يهوّن الأمر عليّ، أنيّ لست وحدي من يعاني هذه المشكلة، فهناك كثيرون غيري، إن لم يكن السواد الأعظم من الموظفين. حتى أن مؤسسة النقد استشعرت هذه «اللخبطة» الجماعية، فأسعفتنا -مشكورة- نحن معشر التائهين بجدول يوضح مواعيد صرف رواتب موظفي الدولة خلال الأشهر المتبقية لعام 1438هـ.

اللافت في جدول «ساما» أن الفارق بين راتبي برج الجوزاء وبرج الأسد يصل إلى 39 يوما، وهي بلا شك

مدة طويلة على الأسر، خصوصا أنها خارجة للتو من معركة مستلزمات عيد الفطر المبارك. إذ سيتم إيداع رواتب الشهر الجاري في الـ23 من رمضان، ثم يكون موعد الراتب الذي يليه في الـ4 من ذي القعدة، ليصبح شوال مجرد ضيف شرف على التقويم!

كثيرا ما كنت أسمع عبارة «الدقة في الصرف» على لسان مسؤولي وزارة المالية، في وصفهم الآلية الجديدة التي تعتمد اليوم الخامس من كل برج هجري شمسي موعدا لتحويل الرواتب إلى حسابات الموظفين،

لكن الحقيقة أن أكثر ما لفت نظري في تلك الآلية، هو تفاوت أيام الصرف من شهر إلى آخر!

أتمنى مراجعة آلية مواعيد صرف الرواتب، إن لم يكن في يوم محدد بالتاريخ الهجري -كما كان معمولا به سابقا- فعلى الأقل يصبح وفق التاريخ الميلادي.

أي شيء يكون مقبولا، المهم أن نخرج من «متاهة» الأبراج هذه!.