صبيحة عيد الفطر المبارك، غرد الحساب الرسمي لصندوق التنمية العقارية على «تويتر»، مهنئا بالعيد السعيد.

وحتى أمس، تجاوز عدد الردود 275 ردا، كانت كلها تعليقات غاضبة واستنكارا بالجملة، للسياسة التي انتهجها الصندوق العقاري مؤخرا.

من خلال تلك الردود، يتضح الامتعاض الشعبي من الصندوق بآليته الجديدة، لدرجة أني لم أجد ردا واحدا يبادله التهنئة بالعيد. ولو كنت مكان المسؤول عن حسابه على «تويتر»، لقمت بحذف «تغريدة المعايدة»، بعدما أصبحت مؤشرا يبين غضب الناس مما آل إليه حاله!

من نافلة القول، إن المسؤولين عن الصندوق العقاري «جابوا العيد»، بمن هم على قوائم انتظاره، ومن تمت الموافقة على إقراضهم، حتى قبل أن يظهر هلال العيد بعدة أشهر.

فانتظار يصل إلى 12 عاما، انتهى بتحويلهم إلى البنوك والمؤسسات التمويلية الأخرى، لتصبح مهمة الصندوق أشبه بمندوب مبيعات لها!

وليت هذا التحول في الصندوق العقاري جاء بعد الانتهاء من طوابير انتظاره، وبالتالي من حق إدارته تغيير سياساته، بعدما أوفى بما عليه تجاه من تقدموا إليه سابقا. لكن للأسف، تم تجاهل التعليمات المنظمة، ونقضت الوعود السابقة، فهضمت -نتيجة لذلك- حقوق الآلاف من مقترضيه الذين لم يعد أمامهم من حل سوى اللجوء إلى القضاء.

ليس عيبا أن يعدل الصندوق العقاري عن قراراته الأخيرة، ويعود إلى ما كان عليه.

فالخطأ أن يستمر بإعلان دفعاته الوهمية التي يقوم بتحويلها إلى البنوك التجارية، وأقول وهمية لأن الغالبية العظمى ممن أعلنت أسماؤهم يرفضون مثل هذا التحويل.

أشعر بالحزن كلما تذكرت أن هذا الصندوق الذي تحول إلى مصدر تعاسة لآلاف الأسر، هو ذاته من كان الناس سابقا يبحثون عن أخباره، ويستبشرون بدفعاته مثل ليلة العيد!

لكن، إن عاد الصندوق العقاري إلى ما كان عليه سابقا، أضمن لمسؤوليه مبادرة المواطنين لهم بالتهنئة، ليس بالأعياد فحسب، بل والتحايا مع إشراقه شمس كل يوم جديد!.