في ندوة السياحة والثقافية وأدب الرحلات عربيا ودوليا لم يجد الدكتور معجب العدواني استشهادا أفضل من الكاتبة البريطانية هيلاري مانتل ليطرح فكرها في الرواية، والذي طرح الاستيهام الجنسي في رواياتها، حيث يرى أن هذا مصطلح عند الغربيين يصفون من خلاله حالهم عندما يصلون إلى بلد شرقي، فهذا الأمر يتغير بتغير اللون للبشرة، فالرحلة الحالية للرواية تحمل أسس جنس الرجل وتشكيله، وهناك عدد من الأعمال الغربية مبنية على خلفيات قديمة. جاء ذلك خلال ندوة «السياحة الثقافية وأدب الرحلات» عربيا ودوليا، ضمن النشاط الثقافي بسوق عكاظ بمشاركة الدكتور عايض الزهراني والدكتور موسى الحالول، والدكتور معجب العدواني، والدكتور أحلام الوصيفر، وأدار الندوة الدكتور غازي القثامي.



أدب نخبوي

قدمت الدكتورة أحلام ورقة بعنوان «أدب الرحلة»، مؤكدة فيها أن أدب الرحلة يعد أدبا نخبويا فالكثير ترحلوا وكتبوا عن رحلاتهم ولكن القليل من خلدت كتاباته وتناقلها الناس، وقالت إن بدايات أدب الرحلات كان مقتطفات كتبها الرحالة ثم تحول لأدب، وأشارت إلى أن الرحلات التي يكتب عنها تحتاج من خلالها لزيارة المعالم والمتاحف والتعرف على ثقافات البلد والحرف اليدوية، وأن هناك متطلبات لإحياء هذه السياحة وتفعيلها مثل استخدام المناسبات كما يحدث في سوق عكاظ اليوم، وقالت إن رحلات ابن بطوطة هي أحد فنون أدب الرحلات في البدايات، أما اليوم فأصبح الرحالة يوثقون رحلاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويجدون عددا كبيرا من المتابعين الذي يجذبهم هذا النوع من الأدب.



رحالة غربيون

قدم الدكتور عايض الزهراني ورقة عما كتب عن مدينة الطائف من الرحالة، وأشار فيها إلى أن جميع من كتب عن الطائف اتفقوا على موقعها الإستراتيجي وكونها حلقة وصل بين غرب الجزيرة العربية وجنوبها والبوابة الشرقية للعاصمة المقدسة مكة المكرمة، ولفت إلى أن كثيرا من الرحالة كتبوا أن الطائف اتصفت بسوق عكاظ الذي كان سوقا تجاريا ومهرجانا ثقافيا، يقول أحد الرحالة واصفا الطائف «ما ألذ الحياة بها في حقل قلب العاشق»، وسرد الزهراني عددا من مقولات الرحالة الذين وصفوا أجواء الطائف وبساتينها وحضارتها. ثم قدم الدكتور معجب العداوني ورقة تحدث فيها عن رواية لإنجليزية عاشت في جدة ووصفت حياتها هناك، ومهندس فرنسي عمل بأحد شركات البترول في الأحساء وكتب عن الربع الخالي، مشيرا إلى أنهم اتفقوا على البعد الاقتصادي الذي تعيشه المملكة والثروات التي خلفها البترول، وفي نهاية الندوة استعرض موسى الحالول رحلة ابن فضلان في القرن العاشر الميلادي والذي دامت ثلاث سنوات سجل فيها ملاحظاته عن عادات الشعوب وقصر الليل والنهر والعجائب والغرائب.