كشفت مجلة «Foreign Policy» الأميركية في تقريرها، أن فرنسا أزاحت الولايات المتحدة عن المراكز الأولى في التصنيف السنوي للقوة الناعمة للدول حول العالم، في وقت جاءت فرنسا في الترتيب الرابع والخامس في العامين الماضيين.

وفيما لم تتضمن القائمة أي دولة عربية، أوضحت المجلة أن تقرير القوة الناعمة الذي شمل 30 دولة حول العالم، وتم إصداره بواسطة وكالة «Public Communication» الأميركية للاستشارات السياسية والعلاقات العامة، وبالاشتراك مع مركز جامعة جنوب كاليفورنيا للدبلوماسية العامة، يجمع بين البيانات واستطلاعات الرأي لقياس التزام الحكومة بقضايا مثل الحرية والتواصل الثقافي العالمي من بين مجالات أخرى.

ويعزو التقرير التقدم الفرنسي السريع للمرتبة الأولى إلى الرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون، وذلك بسبب رؤيته العالمية، وأجندته المؤيدة للاتحاد الأوروبي، وكذلك لشعبيته المتزايدة داخل فرنسا وخارجها.


الانكفاء الداخلي

أشارت المجلة إلى أن تراجع الولايات المتحدة إلى المرتبة الثالثة بعد بريطانيا يعود إلى تشجيعها الخطاب الوطني بدلا من التحالفات الدولية، لافتا إلى أن تراجع واشنطن عن بعض القرارات والاتفاقات الدولية في عهد إدارة ترمب، ساعد في تراجع تصنيفها في هذا التقرير.

ونقلت المجلة الأميركية عن جوناثان ماكلوري، الباحث والمشارك في إعداد التقرير، قوله إن هذا التصنيف العالمي يقدم دليلا جديدا على تراجع السمعة العالمية والنفوذ العالمي لأميركا، فيما يعكس تقلص القوة الناعمة الأميركية، في نهاية المطاف تراجع القدرة على قيادة وصياغة الأحداث العالمية.


أسباب التراجع

يحذر التقرير من أن تقليص ميزانية وزارة الخارجية الذي أعلنت عنه الإدارة الأميركية الجديدة، من بين الأمور الأخرى التي أضعفت الولايات المتحدة، وقوضت من نفوذها العالمي، محذرا من أن شعار «أميركا أولا» الذي يتبناه الرئيس ترمب ربما يتسبب في عزل البلاد بدلا من أن يضعها في المرتبة الأولى.

وخلص التقرير إلى أن معظم الدول الأوروبية، إما أنها حسّنت تصنيفها أو أنها حافظت على التصنيفات السابقة على أقل تقدير، فيما زادت الدول الآسيوية بشكل عام من قوتها الناعمة على مستوى العالم.