بالتزامن مع انطلاق المناورات الثلاثية المشتركة بين الولايات المتحدة واليابان والهند الأسبوع الماضي، أجرت كل من الصين وروسيا مناورات عسكرية بحرية مشتركة أول من أمس، في خطوة رآها مراقبون أنها استعراض كبير للقوة في بحر البلطيق وذلك للمرة الأولى.

وكانت 3 بوارج صينية قد وصلت الجمعة الماضي، إلى قاعدة بالتيسك البحرية الروسية في بحر البلطيق للمشاركة في المناورات.

وكشفت وكالات روسية للأنباء نقلا عن أحد الخبراء العسكريين قوله، إن هذه التمارين لها مدلول كبير، وتعكس مدى قوة التحالف بين الدولتين الأكبر في المنطقة الصين وروسيا، مشيرا إلى أن بكين قد تستطيع نقل سفنها إلى منطقة الأطلسي عبر الطرق البحرية الشمالية، في وقت اقتصرت هذه المناورات على المحيط الهادئ فقط.


تحالفات ضد أخرى

بحسب مراقبين، فإن التحالفات الاستراتيجية التي تقوم بها الولايات المتحدة في منطقة آسيا -المحيط الهادئ، تهدف إلى بعث رسائل خاصة إلى كل من روسيا والصين بوجود قوى غربية ماتزال تهيمن على المشهد العالمي، في وقت تسعى بكين لتوسيع نفوذها في بحرها الجنوبي من جهة، وتحركات موسكو في شبه جزيرة القرم وأوروبا والشرق الأوسط من جهة أخرى. وبالرجوع إلى التاريخ، يوجد نوع من التوافق بين أهداف روسيا والصين تجاه القوى الغربية، حيث إن كلتا القوتين تعتبر العالم الغربي في خانة الخصوم لا الأصدقاء، وذلك في حال اتفقت القوتان على تقاسم النفوذ في مناطق آسيا الوسطى بحكم مكانتها الاستراتيجية العالمية.

كما تشير تقارير إلى أن هذا التطابق في الرؤى بين بكين وموسكو، يمكن أن ينتج عنه إنشاء حلف يوازي حلف شمال الأطلسي «ناتو»، في وقت تتشارك هاتان القوتان نفس الأهداف في مناطق الشرق الأوسط على غرار سورية وليبيا والعراق.


ملف كوريا الشمالية

 تجمع القوتين الصينية والروسية مصالح مشتركة أخرى في المنطقة، حيث إن بكين تعد الحليف الأقوى لكوريا الشمالية، وأبدت واشنطن في العديد من المرات رغبتها في توسط الصين، فيما تظهر موسكو نوعا من الحيادية الموالية لبيونغ يانغ، باعتبار عروضها للتوسط في الأزمة بين كوريا الشمالية والغرب لحلها بالطرق السلمية بدلا من الخيارات العسكرية المكلفة.