أيام معدودات تفصلنا عن انطلاقة أقوى الدوريات العربية، من حيث الزخم الجماهيري والإعلامي الذي منح مسابقاتنا المحلية صخبا كبيرا، رغم انخفاض مستواه الفني في السنوات الأخيرة، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف سيكون موسمنا الرياضي المقبل خاصة وأنه يشهد لأول مرة في تاريخه مشاركة الحارس الأجنبي، بالإضافة إلى السماح بمشاركة ستة لاعبين أجانب، حيث إن هذه التغييرات الجذرية في منافساتنا سيكون لها اليد الطولى في تحديد أبطال الموسم، إذا أجادت الأندية الراغبة بحصد الألقاب في حسم تعاقداتها كما ونوعا، وأن تشكل تلك الانتدابات الإضافة الفنية الحقيقية البعيدة كل البعد عن تدخلات السماسرة، الذين أرهقوا كاهل الأندية وسط صمت أو مباركة بعض القائمين عليها.

وبعيدا عن الأندية واستعداداتها نجد أن كل الأخبار القادمة من مدينة فالنسيا الإسبانية التي شهدت خلال الأيام الماضية معسكر الحكام تدعونا للإحباط نظير ما نقله عدد من شهود العيان من داخل المعسكر، الذي إن صحت الروايات حوله فهو أشبه ما يكون بالمعسكر الكارثي، فهل يعقل أن الحكام قاموا بإجراء أول تدريب لهم في مواقف للسيارات؟ وهل يعقل أن الحكام لم يقوموا بالتدريبات فعليا طوال فترة المعسكر إلا ثلاثة أيام فقط؟ وهل يعقل أن بعض الحكام يقضون أوقاتهم طوال الليل خارج مقر المعسكر ولا يعودون له إلا في ساعات الفجر الأولى؟ بالإضافة إلى الكثير من الأمور التي يخشى بعض شهود العيان الكشف عنها خوفا من إبعادهم أو مطالبتهم بإثبات ما شاهدوه من فوضى عارمة اجتاحت المعسكر، وسط صمت مطبق من اتحاد القدم تجاه كل الاتهامات التي طالت القائمين على لجنة الحكام، فمن غير المعقول أن تدفع الأندية التي صرفت ملايين الريالات من أجل إعداد فرقها للمنافسة ثمن فوضى هذا الإعداد المهترئ للحكم السعودي، وأن تضيع مجهوداتها بسبب صافرة مرتعشة ومهزوزة لأن صاحبها ظل طوال فترة إعداده يجالس القمر ويسامر النجوم حتى بزوغ الفجر.