أثارت نغمات موسيقية تصدر من صخرة في جبل القارة في الأحساء، عند طرقها بالحجارة، دهشة هواة التسلق، فأطلقوا عليها اسم «الصخرة الرنانة»، وبمرور الوقت أصبح بعض المغامرين يحرصون على الوصول إليها، والاستمتاع بالطرق عليها لسماع تلك النغمات. أوضح جعفر السلطان وهو من هواة التسلق في الجبل لـ«الوطن» أمس، أن «الصخرة تتميز عن سائر الصخور ذات التكوين الرسوبي جيولوجيا بالصوت الغريب الذي يصدر عنها، وهو أقرب ما يكون لرنين أو جرس أو ناقوس».وأبان أن «الصخرة ضمن مجموعة كبيرة من الصخور، التي تشكل حزاما يحيط بالجبل من جهة الشرق في المنطقة الممتدة بين بلدتي الدالوة والقارة من الناحية الشرقية، ومن الصعب تمييزها عن غيرها من الصخور المجاورة من حيث الشكل أو المظهر الخارجي إلا بالصوت الذي يصدر عنها». وقال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور علي الشكري لـ«الوطن» أمس، إن «تلك الظاهرة تدخل ضمن خصائص التكوينات الجيولوجية للصخور، وهناك صخور مماثلة لها في عدة دول كأميركا وبريطانيا والهند وبعض الدول الأفريقية، ورغم عدم وجود تفسير علمي واضح ودقيق عن سبب إصدار بعض الصخور رنينا معينا عند طرقها أو ضربها بجسم آخر، فإن الاعتقاد المحتمل أن عملية تكون تلك الصخور لها علاقة بالأمر، وكذلك يساهم التركيب البلوري الداخلي المنتظم في ذلك». وأضاف أن «غالبية الصخور في هذه المنطقة تتسم بعشوائية البلورات فيها، لذا فإن النغمات الموسيقية تلغي بعضها البعض وهو ما يسمى تداخل هدام، ولكن بعض الصخور التي بها تتسم بانتظام واستمرارية تسلسل البلورات تضخم النغمات وهو تداخل بناء».