حسم الأهلي ملف تعاقداته مع كامل اللاعبين الأجانب، ليكتمل بذلك نصاب الفريق بعد ماراثون تفاوضي دام عدة أشهر.

وليس غريبا أن تتعثر مفاوضات الأندية مع اللاعبين، إما بسبب ضعف المفاوض، أو جشع السماسرة، أو قلة الميزانية المرصودة لإتمام التعاقدات، فجميع هذه الأمور واردة الحدوث في سوق الانتقالات، بل إن كثيرا من الأندية العالمية تقع في مأزق حسم تعاقداتها حتى الأمتار الأخيرة من فترة التسجيل.

لذا، فالتأخير الذي حدث في حسم الأهلي تعاقداته -وإن أغضب الشريحة الكبرى من أنصار المدرج الملكي، منهم كاتب أسطر هذا المقال- إلا أنه يظل ظاهرة تعانيها جميع الأندية دون استثناء.

لكن أكثر ما لفت انتباهي خلال فترة الصيف الساخن، والتي شهدت سجالا أهلاويا أهلاويا في مواقع التواصل الاجتماعي حيال تأخر حسم هذا الملف تحديدا، هو ظهور شريحتين انتهجتا أسلوبا دخيلا على الأهلاويين عبر

تاريخ ناديهم الطويل، إذ وجدنا أن هناك شريحة استغلّت مسألة تأخر حسم التعاقدات ذريعة لها، كي تبدأ بكيل الاتهامات والإساءات والإسقاطات تجاه رجالات الأهلي، والتقليل مما يقدمونه من دعم مادي ومعنوي للكيان بطريقة فيها كثير من الإجحاف في حق رجال دفعوا الغالي والنفيس، ليكون الكيان في المكان الذي يليق به وبتاريخه الكبير. في حين وجدنا أن هناك شريحة أخرى حملت على عاتقها لواء الدفاع المستميت عن صناع القرار في النادي بشكل لا يرتضيه صناع القرار أنفسهم، بل إن هذه الشريحة أسهمت بتمجيدها وتطبيلها لهم في زيادة حالة الحنق لدى أفراد شريحة ثالثة، وهي الشريحة المتزنة في طرحها، والتي اتسم طرحها بالنقد الهادف من أجل مصلحة الكيان ولا شيء غيره.

فهذه الشريحة تحديدا، هي من يحتاجها الأهلي في كل حالاته، فالنقد الموضوعي الصادق الذي يغلّب المصلحة العامة على ما سواها، هو السبيل الوحيد القادر على تقويم العمل وتصحيح الأخطاء -إن وجدت- حتى يكون الأهلي في المكان الذي يرغب أن يراه فيه عشاقه.