أبدى عدد من مراجعي مستشفيات منطقة عسير تذمرهم من نقص بعض الأدوية في صيدليات المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الأولية، مما يضطر بعضهم إلى شرائها من الصيدليات الخاصة بأسعار باهظة، إضافة إلى نقص كبير في الكوادر الطبية، وبعض الأجهزة الهامة في المختبرات والأشعة.


أدوية غير متوفرة


في محافظة بيشة، تذمر عدد من مراجعي مستشفى الملك عبدالله وبعض المراكز الصحية التابعة لصحة بيشة من نقص بعض الأدوية، واضطرارهم إلى تغيير نوعها في كل مرة أو الشراء من الصيدليات في المحافظة.

وبين المواطن عبدالله السبيعي، أن والدته تراجع أحد المراكز الصحية ويتم تغيير تركيز علاج السكر لها في كل مرة، لعدم وجود النوع الذي تستخدمه، ونضطر للشراء من الصيدليات حتى لا يتغير تركيز العلاج، كما أوضح المواطن سلطان الشهراني، أنه راجع مستشفى الملك عبدالله بابنه وصرف له علاج وحينما توجه للصيدلية طلب منه الصيدلي شراء أحد الأنواع من الخارج لعدم توفره أو مراجعتهم في وقت آخر لعله يتوفر بصيدلية المستشفى.

من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للشؤون الصحية في بيشة عبدالله الغامدي، أن العمل يسير في المستشفيات التابعة لصحة بيشة بصورة جيدة، وأن الخدمات الطبية تقدم وفق معايير وزارة الصحة، مؤكدا أن الأدوية متوفرة.


الصيدليات تعتذر


عبر عدد من المرضى والمراجعين عن استيائهم من عدم توفر أدوية الضغط والسكري والربو بمستشفى محايل العام وفي مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة داخل المحافظة، وأوضح المواطن إبراهيم الأسلمي، أن هذه الأدوية متوفرة في الصيدليات الخاصة، إلا أنها باهظة الثمن.

وأضاف المواطن أحمد هادي، أنه في كل مرة يراجع المستشفى وفي حالة طلب دواء للسكري أو الضغط أو الربو تعتذر الصيدلية عن عدم توفر تلك الأدوية، ويضطر إلى شرائها من الصيدليات الخاصة على حسابه الخاص.

وبين المواطن علي العسيري، أن الأمر لا يقتصر على نقص الدواء فحسب بل إنهم يعانون نقصا واضحا في الكوادر الطبية للمستشفى خاصةً أثناء فترة المساء التي تشهد تدفق المئات من المرضى والمصابين لقسم الطوارئ مما يزيد من زحام المراجعين وتكدسهم أمام العيادات وغرف المرضى، نظرا لقلة الأطباء والكادر الطبي في العيادات، مطالبا الشؤون الصحية بعسير بسرعة التدخل ووضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة التي يعانون منها منذ سنوات عدة.


نقص الكوادر


تشير الإحصاءات في مستشفى محافظة سراة عبيدة إلى نقص في طاقم التمريض، حيث وصل العدد بحسب مصدر مطلع إلى 65 فردا، والمفترض أن يزيد عن 210 أفراد، إضافة إلى نقص حاد في معظم العلاجات والمضادات الحيوية، وما زال المستشفى يعاني عدم توفر جهاز أشعة رنين مغناطيسي، إضافة إلى حاجته الماسة إلى طبيب صدرية وأخصائية نساء وأخصائي مخ وأعصاب.

وأوضح المصدر، أن هناك مخاطبات بين المستشفى ومديرية الشؤون الصحية في عسير ووزارة الصحة، بخصوص الموافقة على تحديث أنظمة التكييف في المستشفى وقواطع الكهرباء وأنظمة صحية أخرى، إضافة إلى نظام تحلية المياه، وخطوط ومضخات مياه الشرب، ونظام الغازات الطبية بالكامل، ونظام إطفاء الحريق، وعزل الأسطح لكامل المستشفى عزل حراري ومائي، مؤكدا أنه لم ينفذ شيء مما تمت الموافقة عليه.

وأشار المصدر إلى أن المستشفى يعاني نقصا كبيرا في العناصر والمعدات وانقطاع المحاليل الأمر الذي يعيق عمل المختبر ولا يزال يعمل بأجهزة قديمة، مبينا أن إدارة المستشفى تناوب على شغلها 5 مديرين منذ سنتين، وأن شركة الصيانة الحالية غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها وتسببت في حدوث انقطاع للتيار بسبب سوء صيانتها للمولدات الاحتياطية، واضطرت إدارة المستشفى لتحويل الحالات إلى المستشفيات المجاورة.


معاناة مستمرة


أشار عدد من المرضى والمراجعين لمستشفى المجاردة العام ومراكز الرعاية الصحية إلى عدم توفر عينات من الأدوية، وبالرغم من طرح معاناتهم في «الوطن»، منذ عدة أشهر إلا أن الوضع ما زال دون أي تحسن يذكر وإنما وعود وهمية.

وقال المواطن حسن الشهري إن «أدوية السكر غالبا ما تكون غير متوفرة في المستشفى أو مراكز الرعاية، وكذلك أدوية الصرع والنفسية، ولا توجد في صيدلية المستشفى ما يضطر المرضى لصرفها من الصيدليات الخاصة بمبالغ كبيرة».

وأضاف المواطن عبدالرحمن الشهري «وضع مستشفى المجاردة بشكل عام غير مُرضٍ، ويعاني نقصا كبيرا في الأدوية والكوادر الطبية والتمريضية، وكذلك معاناة مستمرة في نقل المرضى والمصابين في الحوادث إلى مستشفى عسير المركزي، بسبب عدم وجود سائقين لسيارات الإسعاف»، مشيرا إلى أن هناك عيادات لا تعمل بمستشفى المجاردة منذ عدة أشهر كعيادتي الجلدية والأسنان.


تعطل الأجهزة


في مركز مربة بتهامة عسير، أبدى عدد من مراجعي مركز الرعاية الصحية الأولية استياءهم من نقص عدد الكادر الصحي، وافتقار الصيدليات لبعض الأدوية، وتعطل بعض الأجهزة الطبية الهامة.

وأوضح المواطن مفرح عيسى، أن مركز صحي مربة هو المركز الوحيد في دائرة قطرها 50 كم، ويخدم الآلاف من المراجعين، يتوزعون على أحياء وقرى مربة، فيما يشكل أهالي أحياء محافظة الدرب الشرقية الواقعة على بعد خطوات من مربة عبئا إضافيا على المركز.

وأضاف «يبقى الحل الوحيد لهذه المعاناة هو تنفيذ مستشفى مربة العام الذي يتم إدراجه كل عام منذ 1429، لطلب اعتماده إلا أنه يتأخر في وزارة الصحة».

من جانبه، استغرب علي محمد الحامدي، صمت صحة عسير عن حال مركز صحي مربة الذي يعاني نقصا كبيرا في الكوادر، وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية بما فيها جهاز الأشعة وجهاز تخطيط القلب وأجهزة تحليل الدم التراكمي، إضافة إلى افتقاره إلى بعض الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض المزمنة.


التأمين بالمناقلات


أوضح المتحدث الرسمي لمديرية الشؤون الصحية بمنطقة عسير سعيد النقير، أنه في حال نقص أي دواء يتم الرفع به إلى التموين الطبي بالمنطقة، وإذا لم يكن متوفرا يتم طلبه من المناطق الأخرى عن طريق المناقلات إذا توفر بها، وإذا لم يتوفر يتم الرد على القطاع الصحي خلال عدة أيام لتأمينه عن طريق الشراء المباشر من مخصص الأدوية للحالات العاجلة.

وأكد أن صحة المنطقة تتابع سير العمل والتأكد من توفر الأدوية بالمرافق الصحية والمتابعة مع مستودعات التموين الطبي لتأمين النقص، لافتا إلى إن هناك بدائل متوفرة للأدوية غير المتوفرة، ولها نفس المفعول العلاجي إلا أن بعض المرضى يرفض ذلك.


معاناة الأهالي مع مستشفيات عسير


 نقص في الأدوية


نقص في الكوادر الصحية


الافتقار إلى بعض التخصصات الهامة


تعطل أجهزة المختبر والأشعة