منذ بداية الأزمة القطرية وأحد «هواتف العملة» من «المهرجين العرب»، يطل يوميا على شاشة قناة امتلكها بمال ليبي في البدايات، حيث جهز أستوديو بث في غرفة إحدى شقق لندن، ومنها بدأ يهذي في مختلف الشؤون، ولأنه حاول في سنوات ماضية أن ينال مالا سعوديا أو إماراتيا يساعده بما يدفع به إيجار شقته ودعم قناته الفارغة، لكن كلا الدولتين عرفتا قيمته منذ البداية، فاكتفتا بإطعامه وتسكينه خلال مناسبات مختلفة، كان يوسط (طوب الأرض – كما يقال!!) لينال دعوة وتذكرة سفر، ثم يجيء متملقا لكل مسؤول يظن أنه سيفتح محفظته ويمنحه «بخشيشا!» يقيه شر العجز المادي والضياع التسولي في دهاليز غلاء لندن، وفداحة متطلبات عيش الكفاف فيها، لكنه، على الرغم من كثرة ما أراق دم وجهه، متسولا منافقا متزلفا، لم يجد من المسؤولين الكبار في السعودية والإمارات إلا ابتسامات باهتة تليق بحمرة خديه الفاقدين لأي مسحة من الحياء، فلما لم يجد من المملكة والإمارات إلا «ضف وجهك!!»، وحاول أن تتعلم قليلا من الخجل، بعد أن تمرغ في أوحال المديح والتملق، التي لا تجعل وجهك جديرا بغير حفنة تراب!! -، وقد حدث بالطريقة التي اتبعها مسؤولو الدولتين منذ أكثر من عقد مضى مع كل «هواتف العملة!!» من أمثاله من «مهرجي العرب!!» في دكاكين لندن الفضائية، أو أي دكاكين إعلامية مماثلة، في أرجاء العالم الذي لجأ إليه هؤلاء لأسباب مختلفة، واستغلوا مناخات الحرية في تلك البلدان، وصاروا «أبواقا!!» ضد بلدانهم، وحناجر جاهزة للاستئجار من كل من «ينقط!!» عليهم ببضعة آلاف من الدولارات، أو يمنحهم دعوات مدفوعة في مناسبات معينة، مثلما حدث لصاحبنا المهرج الذي لم يترك عاصمة عربية لم يتسول على أعتابها طامحا للحصول على قيمة تملقه وتهريجه!!

هذا المهرج، انقطعت عنه «رضعات القذافي!!» منذ قتله، فيمم وجهه نحو الخليج، ولم يجد سوى حفنات التراب من السعودية والإمارات - كما تقدم -، فيمم وجهه نحو «تنظيم الحمدين!!»، ولا أدري هل هو أراق ماء وجهه في بلاط التنظيم، أم أن التنظيم أعطاه الضوء الآخر لدخول «خيمة الإرهاب!!» كغيره من مهرجي العرب المستأجرين، الذين بعضهم ما زال يخور وينوح على شاشة الجزيرة، وبعضهم الآخر منتشر للتنظير للإرهاب وكيل المديح لـ(تنظيم الحمدين!!) من مختلف دكاكين الإعلام التي استأجرها التنظيم لتحقيق أحلامه الواهمة، ابتداء من دكاكين أوروبا وأميركا إلى دكاكين تركيا التي يحمي جنودها والحرس الثوري لتنظيم «الولي الفقيه!!»، قصور التنظيم الحمدي في الدوحة، سيما وأن التنظيم منذ بدء المقاطعة، أصبح يخاف حتى من ظلاله، وذلك بسبب ضلاله الذي انكشف علنا، بأدلته وجرائمه، وتآمره على المملكة وشقيقاتها في الخليج والوطن العربي!!.

 صاحبنا المهرج، ومنذ بداية الأزمة، تفرغ للإساءة المباشرة للسعودية والإمارات ومصر، ويبدو أن دولارات تنظيم الحمدين جزلة سمينة، الأمر الذي جعل هذا المهرج، لا يكتفي بانتقاد قرارات دول المقاطعة ضد قطر، بل تجاوز ذلك إلى تسفيه سياسات الدول الثلاث ليس في شؤونها الخارجية فقط، بل وفي شؤونها الداخلية، وخططها التنموية، بل وتجاوز هذه المرحلة إلى تقديم نصائح ومشاريع شاملة - وفق كذبه وتهريجه !!) - ويزعم أنه قادر بوصفاته (الهذيانية!!) أن ينقذ هذه الدول الثلاث التي يستهدفها بتهريجه، وخاصة المملكة!!.

 حسنا. ينقذها من ماذا؟ حاولوا التخمين مما يخرف هذا المهرج بلهجة تخويفية للدول الثلاث من مصيرها المحتوم، وتمجيدية لوصفاته التي سيقدمها للإنقاذ !!،

يقول دون حياء ولا خجل وباطمئنان كامل، إنه سيقدم وصفات ذات شمولية عالية المستوى لإنقاذ السعودية - بالذات !!- من قيادتها وحكومتها، لأنها تجهل كيف تقود الدولة وكيف تحكم، وكيف تقيم علاقاتها الخارجية ومواقفها السياسية!! تخيلوا أنه يخاطب الملك سلمان وولي العهد بوقاحة اتهامية، وتشكيكية وتخويفية، زاعما أنه يملك خطة إنقاذ من سقوط النظام وانتشار الفوضى في المملكة، إلا إن قامت قيادتنا بتقريبه، لتستفيد من مشاريعه السياسية!!، بل لا يتورع أن يضيف بأن (تنظيم الحمدين!!) لديه من القوة والنفوذ العالميين ما يجعله قادرا على هز عروش وإسقاط أخرى!!.

 الذي يظن أنني أبالغ في وصف سفاهته وتخويفه وتخريفه، يستطيع أن يجد في (اليوتيوب!!) ما هو أشنع وأفظع مما وصفت، فهو لا يغيب عن شاشة «دكانه!!» إلا ليتفقد حجم التحويلات الدولارية، التي أهدرها «تنظيم الحمدين!!» على أمثاله بسخاء لا نظير له في التاريخ منذ نحو عشرين سنة حتى الآن والغد!!.

 الطريف في أمر هذا الدعي، أنه مطرود من بلاده، حيث إن أوهام الخلافة عند «تنظيم الحمدين!!» شملته بعطفها، وداعبت أحلامه وجيوبه ليكون رئيس جمهورية في بلاده، و«ما كذب خبر!!»، فأنشأ له حزبا في بلاده من شاشة دكانه في لندن، وبدأ يهذي بطموحات وإصلاحات مؤملا أن شاشة دكانه الفضائي ستحقق له الدخول لبلاده والفوز في الانتخاب بالرئاسة!! غير أنه كان وما زال موضع سخرية ومسخرة من مواطني بلاده، إذ أصبح محور النكات والتسلية، وظل في قاع الاحتقار من شعب بلاده منذ بضع سنين وحتى الآن والغد، إذ إن أحلامه في الدخول لبلده - فضلا عن الانتخابات - قد تحطمت على صخرة حزمة من الدعاوى القضائية المقامة ضده!، فهو مطلوب للمحاكمة!!، من قبل أن يفر متخفيا إلى لندن، ولذلك اكتفى بأن يبقى ظل «تنظيم الحمدين!!» ممتدا إليه، وإلى دكانه الفضائي في لندن، وأن يستمر في الإساءة للمملكة قيادة وحكومة وشعبا، ولا ينسى كيل الشتائم لمصر والإمارات، بل ويحذر بحماقة واضحة الدول الثلاث، بأنها إن لم تنه المقاطعة مع «تنظيم الحمدين!!»، فإن ثورات التنظيم الحمدي ستمتد إليها وتجعلها أثرا بعد عين!!.

 هناك صفة لا أدري من أطلقها، تقول إن «حمد الكبير!!» قذافي الخليج، بناء على تشابه الطموحات والمؤامرات بين «ملك ملوك إفريقيا!» الهالك، وبين «حمد الكبير!!» الذي لعب بنار أوهام الخلافة وطموحات تقسيم وإسقاط دول، حتى فصّل لنفسه زيا جاهزا يليق بالمنصب الذي كان يحلم به (أمير المؤمنين!! وخليفة المسلمين!!)، فجند السفهاء والمطلوبين للعدالة في بلدانهم للترويج والدفاع عن مؤامرات التنظيم، وكان وما زال ينفق ويصرف الملايين على أمثال هذا (السفيه المتسول الدولي!!).