جيل الثمانينات ونهاية السبعينات الميلادية، هو جيل مميز، يعدّ شاهدا على العصر في السعودية. هذا الجيل واكب أحداثا مهمة على كل الأصعدة: في السياسة والاقتصاد والثقافة والتقنية.

عندما كانوا في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، شاهدوا حربا حقيقية، ولبسوا الكمامات، وسمعوا أجهزة الإنذار. هذا الشيء لم يمنعهم من التمتع بأشهر مسلسلات الكارتون، عدنان ولينا، سانشيرو، سالي، كابتن ماجد، وغيرها. تربوا على فن يوسف الثنيان، أحمد جميل، خالد مسعد، فهد الهريفي، وفرحة سامي الجابر الجميلة في بداياته بعد كل هدف.

رغم أن هذا الجيل هو جيل الصحوة الحقيقي، والذي تم اختطافه مبكرا، لكنه كان شاهدا على بدايات راشد الماجد، وخالد عبدالرحمن، ورابح صقر، وعودة عبدالمجيد عبدالله. تابعوا طاش ما طاش منذ البداية حتى أصبح جزء أساسيا من وقتهم في رمضان.

جيل واكب تطور الجوال منذ ظهوره وأجهزة نوكيا، والكاتيل، وأريكسون. فرحوا بتدشين رسائل الجوال باللغة العربية، وبخدمة إظهار الرقم التي عارضها كثيرون. تفننوا في تزيين أسمائهم عندما ظهر البلوتوث، والذي أُعلنت عليه حرب ضارية، وأُلفت فيه الكتب وسُجلت من أجله المحاضرات. عرفوا الإنترنت بين المرحلة المتوسطة والثانوية، فسحرهم الـICQ والماسنجر، وجذبتهم المنتديات، عانوا كثيرا من سرعة الدايل اب، وانقطاع الاتصال.

كانوا في حرب مع أهاليهم على استخدام التليفون وفواتيره. تعلموا الألعاب الإلكترونية بدءا بكمبيوتر صخر، ثم كمبيوتر العائلة، ثم واكبوا تطور البلايستيشن. عاصروا ظهور اللابتوب الذي كان حلما بالنسبة لهم. اندهشوا بظهور الفضائيات التي كان مُحاربوها يسمونها «قنوات البث المباشر». سحرتهم اللهجة اللبنانية، واستغربوا اللهجة الإماراتية، وعانوا في فهم اللهجة المغاربية. انفتحوا على العالم العربي والغربي، وعرفوا أنهم كانوا شبه معزولين.

هذا الجيل العظيم، ما زال يبحث عن نفسه، ويتصارع مع نفسه حول مفاهيم زُرعت فيه كان يحسبها حقا مطلقا. هؤلاء الذين كانوا صغارا بالأمس، هم أمهات وآباء اليوم.