يمثل المرور لدينا هاجسا كبيرا، ومع ازدياد الحوادث المرورية بشكل لافت لدينا، والذي بدوره لفت الأنظار العالمية إلى نسب الوفيات والإصابات بأرقام خيالية في ظل عدم وجود حلول ناجحة لمواجهة المشكلة، سواء في التخطيط أو زيادة الوعي المروري لدى عامة الناس.

يمثل جهاز المرور جهة تنظيمية وعقابية للمخالفين في حملات مرورية خلال العام مرة أو مرتين دون نشر للوعي بين الناس، حيث إن مشكلة المرور مشكلة مزمنة تحتاج إلى اجتثاث من الجذور من خلال التوعية والتثقيف، ومع هذا الازدياد في الزحام والحوادث المرورية، التي تعج بها مدننا المضطربة، ولم يخرج من دهاليز جهاز المرور إلا نظام ساهر، وهو نظام جزئي من منظومة لم يتمكن من ضبط الحوادث المرورية، وهو برنامج يجب ألا نعول عليه في حال أردنا حلا للمشكلة المرورية، سواء في الطرق السريعة أو داخل المدن.

ونجح نجم في تخفيف الضغط على الدوريات، خصوصا مع استحداث استخدام التقنية وسرعة الاستجابة للبلاغات، وأيضاً السهولة في فض النازعات من خلال التأمين على المركبات، والذي خلصنا من مشكلة المنازعات وغيرها بشكل فعال وجذري. حقيقة يجب أن يدركها الجميع هي أن المخالفات المرورية تهدد سلامة الجميع، سواء كان مسؤولا أو مواطنا، وشاهدنا قيادات في جهاز المرور انتقلت إلى جوار ربها بسبب حوادث مرورية، ولعلها تكون إشارة إلى التنبه لهذه المشكلة التي تنتظر من المسؤولين حلها، خصوصا أن أنظمة المرور لم تواكب التطور الحديث في إقرار عقوبات خدمة المجتمع، والتي تحد من التكدس الكبير في حال إيقاف المخالفين، وما يحدث من تكدس للموقوفين في غرف التوقيف أثناء الحملات المرورية التي تنفذ، بالتالي تهدد صحة وسلامة الناس، فضلاً عن كونه ارتكب مخالفة قد يتعرض جراءها لمرض خطير يتسبب في إنهاء حياته، حيث إن تكدس عدد كبير من البشر في بقعة صغيرة يسهم في انتشار الأمراض خلال ساعات.

نستبشر خيرا مع التنظيم الجديد لوزارة الداخلية، وكلنا أمل أن يكون لجهاز المرور تحديث وتنظيم يجعل من القيادة الآمنة في شوارعنا علامة فارقة، وتحولا وطنيا يتواءم مع رؤيتنا الطموحة 2030.