كانت ليلة مواجهة ربع النهائي الآسيوي التي جمعت الهلال والعين غير عادية لعشاق الزعيم الذي أعاد المتعة والفن وعزف أجمل الألحان، رغم صعوبة الموقف قبل انطلاق المعركة الكروية التي يتعين على أصحاب الأرض الخروج بالكسب ولا غيره عطفا على السلبية التي آلت إليها مقابلة الذهاب، ووضعته في منعطف صعب باعتبار أن أي تعادل إيجابي لمصلحة الخصم، غير أن لاعبيه خاضوا التحدي بجسارة وبرؤية واسعة بعد أن وضع المهندس دياز خطة العبور ووضح علو كعب أصحاب الأرض وكسب مدرب الهلال المواجهة الرابعة مع خصمه زوران بالضربة القاضية.

التجلي الأزرق كان سماته الهدوء وتجاوز ربكة البداية وتعقيد الحسابات، واستفاد الأزرق من الكرات الثابتة على غير العادة وتحقق هدف السبق، وفاجأ دياز الجميع بطريقة فنية رغم أنه لم يغير الرسم البياني فضلا عن الأسماء باستثناء البدلاء الموقوفين والمصابين، وكان ابتعادهم الإجباري في مصلحة الفريق، حيث تخلص من المتواضع الحافظ، وغابت فلسفة الفرج لكنها حضرت في أكثر من كرة مع العابد.

لاحت الجمالية الزرقاء وازدادت تألقا مع تقادم المباراة، ظهر سالم بعطاء الكبار وعاد الزوري بانطلاقاته الماكرة، وقدم الجحفلي مباراة العمر وتفوق على نفسه والخصوم في حين كانت كلمة السر للثنائي الأجنبي الأوروجوياني (ميليسي) والبرازيلي (إدواردو) صاحب الهاتريك، وهنا يتضح الفارق الذي يحدثه اللاعب الأجنبي عندما تكون إمكاناته عالية.

المد الهلالي المترامي فكك دفاعات المنافس وانكشف مرمى العين، إلا أنه غاب صاحب اللمسة الأخيرة، ويقيني لو كان هناك رأس حربة نهاز للفرص لتغيرت الأحوال وتضاعفت النتيجة، غير أن مهر الآسيوية لم يدفع بالشكل المطلوب بجلب هداف يسجل من أنصاف الفرص، بدليل أن الفرق التي حققت اللقب من الغرب كان العامل الأكبر وراء تفوقها تواجد مهاجمين متميزين، وبالتالي دان لهم تحقيق الإنجاز، لن أغدق في التنظير لأن الهلال حاليا أمام مهمة شاقة تتمثل في صراع نصف النهائي، بقي أن نبارك لإدارة الأمير نواف وجماهير الزعيم التي أشعلت حفلة التأهل، وأتمنى أن يكون الأهلي الطرف الثاني في نصف النهائي لأنني أكتب هذه الأسطر قبل مواجهته أمام الفريق الإيراني، والأمل كبير بتكامل منظومة النجاح بعد وصول الأخضر السعودي للنهائيات العالمية بأن تكون الأندية أيضا لها حضورها في هذا المحفل.