أتساءل كثيرا.. هل تندرج هاشتاقات العار العنصرية تحت المؤامرات التي تحاك ضد هذا البلد، أم أنها واقع تعيس تعكسه منصة تويتر الصريحة في ضمائر الإنسان العربي عموما؟!

منذ مدة وأنا أتابع حركة هذه الهاشتاقات العنصرية التحريضية القبيحة لأتعرف على سلوكها وطريقة سيرها، وتغذيتها، وتوقيت صعودها ونزولها في تصنيف الترند المحلي والعالمي، ولفت نظري عدم قدرتها على مواصلة حفاظها على مراكزها في الترند، وهو بالنسبة لي أمر مربك أحيانا، لكن صعودها وهبوطها الصاروخي عموديا، يشي بأن هناك محركين منظمين نسبيا على هذه الناحية، إلا أن النَفَس القصير لموجات المشاركين فيه سرعان ما يكشف ضعف بناء الهاشتاق ومحدودية جرأة محركيه! لأن الهاشتاقات المتينة القاعدة تحافظ على صمودها في ترتيب المراكز الخمسة الأولى في الترند المحلي على الأقل، والعشرة العالمية لأطول وقت ممكن.

وهذا من جهة مؤشر أولي على أن جهات بعينها تقف خلف تنظيم حملة الهاشتاقات الضعيفة، وهو أمر منطقي ومفروغ منه، ومن جهة أخرى هو مؤشر قوي على غياب الوعي لدى قاعدة ليست بالقليلة من الجمهور المندفع بفعل عواطف نبيلة يتم استغفالها واستغلالها على حين غرة دائما، وهي لا تمانع في السقوط في الفخ تحت ضغط العمى العاطفي في كثير من الأحيان، والذي يستبد بكثير منهم لبعض الوقت، وسرعان ما ينحسر مخلفا علامات استفهام وخوف وتوجس لدى من تورطوا في الدخول إلى هذه الهاشتاقات غير الأخلاقية في كثير من خلفياتها، وهذا تظهره حملة حذف المشاركات فيه بمتابعة عدد التغريدات وقت تحقيقه الترند وما بعد ذلك!

الهاشتاقات التي تحافظ على مواقعها في تصنيف العشرة الأوائل لمدة أطول هي في الغالب الهاشتاقات الأكثر قربا من وصف الحقيقية، فهي تهبط متدرجة على عكس الهبوط العمودي للهاشتاقات الصغيرة، وأقول الأكثر قربا، لأن هذا ينطبق أيضا على تلك التي قد تكون متخفية خلف ستار ما يمكن تصنيفه في خانة التآمري المدعوم والمنظم جدا، وهذا النوع الأخير هو الغالب على هاشتاقات تويتر التحريضية الانتهازية في المنطقة العربية مؤخرا.

والمعرفات الوهمية التي تشارك بكثافة وجرأة في أي هاشتاق، هي مؤشر على عمل انتهازي لجهة ما في الخلفية، وأظن أن الدولة ذكية بما يكفي لتتجنب تبني وجهة نظرها، ناهيك عن أنها عنصرية في كثير من مشاركاتها، فهي أيضا مجهولة المصدر!

هذه الهجمات الإلكترونية العنصرية المسيئة، تحاول غالبا الإساءة إلى جهة ما، سواء أكانت دولة أو حكومة أو مؤسسة أو جماعات أو أفرادا، ومن الخطأ الانسياق خلفها وهي تحمل نسبه أعلى من التغذية عبر معرفات حركية خالية المسؤولية أكثر منها صريحة تتمتع بالمسؤولية.

نحن هنا أمام ظاهرة قبيحة تسعى إلى تشويه مجتمع قبل سعيها إلى تشويه أي شيء آخر، وأجزم أن سلوكيات المجتمع السعودي فيه من البذور الخيرة ما يتجاوز تصديق محاولات تشويهه على أية حال، وأعتقد أن معدلات الانتباه لمثل هذه المحاولات المشينة باتت أعلى من ذي قبل لدى الشارع، بفعل عوامل كثيرة كان أبرزها ضبط التحرك الفردي أو الجماعي على منصات التواصل الاجتماعي عبر قوانين المشاركة ونظام العقوبات التي سنتها الدولة للسيطرة على أمزجة المغردين، وهو من وجهة نظري ما صنع انضباطا فرديا انعكس على المشاركات الجماعية المرسلة من قبل المغردين، وأثمرت النداءات الأخيرة التي أطلقتها الدولة في ما يخص التأكيد على جودة المحتوى المنشور بشكل جيد على هذه الناحية.