• نشرت صحيفة (الجزيرة) ص32 الجمعة 20 /12 /1431هـ موضوعاً عن (مشروع بحيرة الربع الخالي) وما قام به الباحث (محمد حسن المبارك) من دراسة مفصلة عنه وأن البحيرة عند اكتمالها ستكون نصف مساحة دولة (البحرين) وأشارت الصحيفة إلى أن المشروع قد تمّ عرضه على (وكالة وزارة الزراعة للأبحاث والتنمية الزراعية، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية) وباركوا المقترح وتمنوا تحقيقه على أرض الواقع حيث إن له فائدة زراعية ومناخية واقتصادية وغذائية، وأضيف على ذلك سياحية كذلك.

وأقول إن الفكرة بدأت من الملك (فيصل) رحمه الله وكان متحمساً لها لولا أن الظروف المالية في حينه لم تكن تسمح بالتنفيذ.. وكتبت عنها أكثر من مرة، إذ لا يختلف اثنان بأن المشروع حيوي وهام لبلد صحراوي يفتقر إلى المياه، وأن قيامه سيغيّر وجه الحياة بالمملكة إلى الأفضل وحبذا لو بادر (مجلس الشورى) لاحتضان الدراسة وتقديم وجهة نظره للمقام السامي وأنا على ثقة بأن القيادة الرشيدة لن تتوانى في البذل والعطاء لجعل البحيرة المأمولة حقيقة واقعة بأقرب وقت.

• (د. يوسف عز الدين) من رجالات (العراق) المعدودين عرفته الأوساط العلمية والثقافية السعودية، صدر له 55 ما بين كتاب وديوان شعر وكُتبت عنه17 (دراسة)، وتغنى بالطائف المأنوس كثيراً.. وهو أستاذ جامعي وشاعر وناثر.. ألجأته الظروف للهجرة الدائمة عن بلده.. وأمضى شطراً كبيراً من حياته في المملكة بين (الرياض والطائف) مدرساً بكلية التربية حتى انتهى تعاقده وانتقل إلى (ويلز ـ بريطانيا) ليتخذها مقراً دائماً لإقامته، ولا أعلم عنه إلى الآن هل هو حي فأدعو له بالصحة أو غير ذلك فأرجو له حسن الخاتمة، فقد كان على تواصل معي بالرسائل والكتب وقت رئاستي لنادي (أبها) الأدبي وإقامته بمدينة (الطائف). قرأت له ضمن كتابه (الرصافي.. يروي سيرة حياته) هذه الوقفه التأملية، وأحببت إشراك القارئ العزيز بها لما لها من عمق فكري ونظرة بعيدة.. ورؤية فلسفية.. قال:

(عاصرت الحكم الملكي (العراقي) وعاش معي جيل كبير، وعرفنا حلو العيش في ظلاله ومرّه، كنا ثائرين وكنا متبرمين، واتحدنا على إسقاط ذلك الحكم صغاراً وكباراً، وفرحنا بزواله.. فهل جاء أهل (العراق) بحكم أحسن منه؟! وهل تمتع الشعب بالحرية ورفاهية العيش مع ما يملك من مقومات فكرية، وسند مالي كبير.. جاء القوميون وجاء اليساريون وجاء غيرهم.. فماذا كانت النتيجة؟! قتل الحاكمون بعضهم بعضا، وفتكوا بأقرب الناس إليهم، وتآمر أصحاب السلطة على إخوانهم الذين تربطهم بهم رابطة الدم والعشيرة والدين، وخانوا إخوانهم وأبناء شعبهم، وحنثوا بالأيمان والقرآن الكريم، وذاق الشعب مرارة هذه الأثرة وحب الذات) أ.هـ.. ولا تعليق إلا بقول الشاعر الحكيم:

رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه

• وداعاً لعام هجري مضى.. وأهلا بالسنة الجديدة، ونسأل الله تعالى أن يجعلها حافلةً بالخير والرفاه والأمن والاستقرار لبلادنا الغالية. كما نأمل أن يجتهد كلُ منا بإصلاح ذاته وأسرته ومجتمعه، وتلافي الأخطاء السابقة، وفتح صفحة جديدة من الإستقامة والسلوك السويّ. وبهذا نكون جديرين بما حبانا الله تعالى من معطياتٍ إيجابية لا حصر لها.