كل ما أشاهد برازيلي الأهلي مارسينهو في أي من مباريات الفريق الرسمية خلال الموسم الحالي، أتذكر كيفية ممارستنا لكرة القدم في الحارة ونحن أطفال، فعندما كنا صغاراً كنا نعاني من مسألة إشراكنا في التمارين فقط، أما في المباريات فيكون الحضور من نصيب الكبار أصحاب العضلات لا المهارات، فيتم إبعادنا، ما يجبرنا كمجموعة (غير مرغوب فيها) على الإتيان بكرة ثانية في الملعب نفسه رافعين شعار (يا نلعب يا نخربها).. يعني بحقنا والكرة ملكنا وحينها تتم تسوية الأمور بمنحنا فرصة اللعب.

نفس المشهد يتكرر في الأهلي اليوم، فالإدارة والجمهور _ وأظن الجهاز الفني أيضا_ جميعهم لا يرغبون في (لعب) محترفهم مارسينهو ومشاركته في المباريات، ولا يثقون في قدراته وإمكانية إضافته جديدا للفريق، لكنهم في الوقت نفسه مجبرون على الابتسام في وجهه وإشراكه، لأنهم لا يستطيعون استبعاده كون هناك شرطاً جزائياً يصب في مصلحة اللاعب إذا ما تم فسخ عقده يصل إلى تسلمه حوالي 800 ألف دولار، حسب ما أكدته وسائل إعلامية مختلفة.

الفرق بين لعبنا لكرة القدم بالأمس وما يحدث في الأهلي اليوم، أن (كرة مارسينهو) التي يفرض بها نفسه ويجبر من خلالها المسؤولين في النادي على تحمله، هي فلوسه وورقة الشرط الجزائي التي يلوح بها وهو متكئ يردف رجلاً فوق أخرى.

ليس المهم أن يبقى مارسينهو أو يغادر كشوفات القلعة، لكن المهم هو مدى استفادة الأهلي من هذه الناحية، وإلى أي حد يجب أن يكون الشرط الجزائي في مصلحته كناد لا ضده كما يحدث الآن.

أظن أنه آن الأوان لتملي الأندية شروطها على اللاعبين غير المعروفين بدلاً من تنازلها عن هذه الورقة لمصلحة الوكلاء والسماسرة على الدوام، فالدوري السعودي بات مطمحاً للجميع وسوقاً ملفتاً للأنظار وكل يتمنى التجول فيه بنية مغادرته إلى دوريات أخرى بأثمان مضاعفة.