في هذا المقال أقدم اعتذاري لكل أب وأم وكل أسرة سعودية لديهم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. أقدم اعتذاري بصفتي كاتبا إعلاميا وبصفتي مواطنا عرف عن معاناتهم الكثير، ولم يقدم لهم أقل القليل. أشعر بالخجل عندما أشاهد أمّا تضطر أن تودع فلذة كبدها في مركز تأهيل خارج السعودية. أشعر بالخجل وأنا أتواصل مع صديقي الذي اصطحب ابنه ذا العشر سنوات إلى دولة مجاورة، قاطعاً مئات الكيلومترات ليترك ابنه بعيداً عنه. أشعر بالخجل حين يذهب كل مواطن سعودي إلى الأردن أو الإمارات أو البحرين أو إلى أي دولة مجاورة بحثاً

عن مركز متخصص لذوي الاحتياجات الخاصة. المؤلم أن هناك الكثير من العوائل لا يستطيعون تحمل نفقات هذه المراكز باهظة الثمن، وفي الوقت نفسه لا يجدون مراكز متخصصة في وطنهم تحوي أبناءهم.

أوجه هذا المقال إلى كل مسؤول وكل مواطن شريف يستطيع التغيير. عندما نغيب عن أحبابنا لأيام معدودة، نشعر بالذنب والتقصير، فما هو حال الأم أو الأب اللذين تركا أعز ما يملكان في دولة أخرى؟

ما الذي يجعل كثيرا من العوائل ترسل أبناءها إلى الخارج؟ وما الذي يجعلها تتكبد عناء السفر والغربة؟ والسؤال الأهم هل هم في أيد أمينة أم لا؟

عندما يكون لديك طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة فأنت في صراع داخلي رهيب بين عاطفتك ومصلحته، لا أحد يشعر بذلك إلا من عايش هذا الوضع. هم أبناؤنا وفلذات أكبادنا فارحموهم.