قد يعتقد البعض أنه في حال تم تشغيل مترو الرياض فإن شركات مثل «أوبر» و«كريم» أو شركات «التاكسي» ستفقد جزءا كبيرا من زبائنها. ولكن من وجهة نظر شخصية، فإن مترو الرياض سيزيد من أرباح هذه الشركات إذا أعادت النظر في سياستها، بل إنه سيجعلها تستهدف رواد المترو وركابه أنفسهم. كيف يكون ذلك؟

من المعلوم أن مشروع مترو الرياض يرافقه مشروع آخر وهو محطات «باصات» لنقل الركاب من داخل الأحياء إلى محطات المترو. هذا يقتضي أن الراكب سيضطر للمشي من منزله أو عمله إلى أقرب محطة «باصات» في منطقته. قد يكون هذا الحل منطقياً في دول أخرى من العالم، ولكن بحكم طبيعة مناخ الرياض سواء في الصيف،

أو الشتاء فأنا لا أعول كثيرا على إقبال الناس على هذه الفكرة. من هنا ستنشأ سوق جديدة لشركات مثل «أوبر» و«كريم» أو حتى شركات «التاكسي»، بشرط أن تخفض الحد الأدنى لتكلفة المشوار، والذي يتراوح ما بين 7 و 8 ريالات.

أنا شخصيا مستعد لطلب سيارة تقلني من منزلي لمحطة المترو بقيمة 3 ريالات مثلاً، بحيث لا أضطر للمشي على قدميّ إلى محطة «الباص» حتى لو كان مجاناً في ظل أجوائنا الصعبة. في المقابل يمكن للسائق الذي يعمل في أحد هذه الشركات أن يقل عددا كبيرا من الزبائن بوقت قصير، وبرقعة جغرافية صغيرة، وبعيدة عن ازدحامات الطرق الرئيسية. خاصة وأن محطات المترو لا توجد حولها مواقف للسيارات نظرا لضيق الأماكن. وحتى لو توفر في بعضها فلن يتوفر في كلها.

بقي أن أقول إن هذا المشروع الجبار الذي طال انتظاره يتطلب تعاون الجميع سواء في القطاع الخاص أو العام

أو حتى على مستوى الأفراد.