يعيش كثيرون حياة أشبه بأفلام الأكشن، ترتبط بالإثارة!

المطولات الرومانسية تصيبهم بالملل، والضجر، وتدفعهم نحو الكآبة!

يتنقلون بشكل دائري بين تطبيقات التواصل، بحثا عن مقاطع مثيرة ومؤثرة، وأحداث وحوادث، وقرارات وأوامر، وإعفاءات واعتقالات!

صورة متناقضة: هناك من يبحث عن الأخبار الإيجابية. يفتش عن الموضوعات المبهجة. يُقلّب القنوات والمواقع والصحف، بحثا عن لقطة تصنع يومه وتعدل مزاجه، وهناك في زاوية مظلمة من يفتح عقله وسمعه وبصره، ليتلقف مجانا هذا السيل من الأخبار المزعجة!.

لا يهتم سوى لقنوات ومواقع الأخبار، وكأنه معني بصناعة القرار السياسي في بلده، بينما هو لا يمتلك قرار تحريك «قطعة كنب» في مجلسه!.

أدمن الإثارة و«الأكشن» بشكل مَرَضي. وصل الأمر إلى درجة الهوس. يدخل «تويتر»، فإن لم يجد «هاشتاقا» مشتعلا أو قضية، أو قرارا، أو جدلا صاخبا، أو فضيحة، يشعر بالامتعاض ويخرج، فيدخل «واتساب» فإن لم يعثر على الإثارة المطلوبة يتسلل الملل إلى أحاسيسه، ينطلق نحو «سناب شات»، يستمر في الدوران بينها، تماما كمن يدور حول نفسه. يفقد توازنه، ويبدأ يشعر بالكآبة.

هكذا: الليلة التي لا تتضمن أخبارا جديدة هي ليلة بائسة باردة كئيبة. الأكشن غذاء نفسي بالنسبة له. صوت داخلي يبحث عن الجديد. لا بد من حدث. المهم ألا تمر الليلة بهدوء!

النوم هو وقت الراحة الوحيد لكثيرين. اليقظة قلق دائم من صنع يديه.

كيف تجد الراحة طريقا نحو شخص يستثمر كل ما حوله لمزيد من القلق والصخب والتوتر.

لو كنت طبيبا نفسيا لطلبت من هؤلاء -كبار السن تحديدا- أن يغيروا من نمط حياتهم.أن يبتعدوا عن مواقع القلق والتوتر فترات معينة، ويستثمروها في اللعب، أو مشاركة أولادهم وبناتهم وأحفادهم اللعب والتسلية، المهم أن يخرج الإنسان من دائرته النفسية الضيقة إلى فضاءات واسعة من المرح والمتعة و«راحة البال».

لسنا في حاجة إلى مرضى جدد يعانون القلق والاكتئاب!.