في كل مناسبة يقوم بعض الصحفيين المأجورين الذين باعوا ذممهم للشيطان، بوصف السعودية بالصحراء، وبأنها دولة «جمال وخيم»، ويا له من فخر أن نكون كذلك.

وآخر تلك التصريحات خرجت بها إحدى الصحف اللبنانية، وهي تصريحات لا تمثل الشعب «العربي اللبناني» الشقيق بأطيافه المتعددة، شيعة وسنة ودروزا وعربا مسلمين ومسيحيين، وإنما تخرج من بوق «أجير» يتحرك بالريموت كنترول من عاصمة الفساد «طهران».

لقد تأسست المملكة العربية السعودية قبل ما يقارب الثمانية عقود، نهضت مثل العنقاء الخارجة من الصحراء الملتهبة، لتعيد حضارات سادت ثم بادت في شبه الجزيرة العربية، ومن أشهر الحضارات المكتشفة في الجزيرة العربية حضارة قوم عاد الذين سكنوا جنوب الربع الخالي، ثم حضارة قوم ثمود، والتي اتخذت مكانها بين المدينة المنورة وتبوك، وقد ذكر كتاب الهدى «القرآن الكريم» قصة أصحاب عاد وثمود وحضارتهم الغائبة في جب التاريخ، ولا ننسى الحضارة العريقة لقوم مدين، والتي أخذت أجزاء كبيرة من شمال غرب الجزيرة العربية، ومملكة معين الشهيرة بفنها المعماري والزخرفي بين منطقتي نجران وحضرموت، وهناك كثير من الحضارات الأخرى كالأنباط شمالا ومملكة سبأ اليمنية جنوبا.

ظهر الإسلام، وظهر نبي الرحمة، وازدهرت حضارة إسلامية غزت العالم بالنور والرحمة والعدل، وفتحت الأرض، وأنارت ظلام الجهل في مناطق كثيرة من العالم، وكانت نقطة انطلاقها من الجزيرة العربية، وهي الحضارة التي «أسقطت» وأنهت وحطمت حضارة «بلاد فارس»، وأشعلت في قلوبهم الغل والحقد التاريخي على العروبة منذ ذلك الحين.

وكان هاجسهم هو بثّ التفرقة بين العرب بإشاعة الطائفية البغيضة التي انساق وراءها الجهال من أطراف متعددة، وتشير كتابات متعددة من الأدب الفارسي إلى مقدار كبير من الغل والحقد على كل ما هو عربي، فها هو كرماني، أحد المفكرين الفارسيين يقول: إن الإسلام دين غريب فرضته على «الأمة الآرية النبيلة» أمة سامية، هي عبارة عن حفنة من آكلي السحالي الحفاة العراة البدو الذين يقطنون الصحراء. إنهم العرب المتوحشون الذين جلبوا الدمار للحضارة الإيرانية.

ونقلا عن باحث إيراني آخر، اسمه أخوان، الذي اتهم العرب بإفساد كل جانب من جوانب الحياة الإيرانية: من الدين والأسطورة والمأثرة الشعبية إلى اللغة والأدب والتاريخ.

حاليا، تحتل المملكة العربية السعودية مكانة عالمية مرموقة اقتصاديا وسياسيا وحضاريا، بينما نرى ضحايا «الخميني» يعانون من اقتصاد متهالك، وحسب تصريح مسؤول لجنة «خميني» الإغاثية في إيران، برويز فتاح، أن حوالي 11 مليون مواطن يعيشون تحت مستوى الفقر بدخل يقل عن 220 دولارا شهريا. وسياسة حمقاء دمرت 4 عواصم عربية، وأشعلت فيها الفتن وأرجعتها مئات السنوات إلى الوراء حضاريا.

يعد التقرير الذي أعدته مؤسسة «ميرسر» الاستشارية حول مؤشر جودة المستوى المعيشي، وتوفير نوعية جيدة للحياة، فاضحا للوضع المأساوي الذي تعيشه العاصمة الإيرانية طهران، إذ صُنفت في المركز الـ28 من قائمة أسوأ 29 مدينة في العالم من ناحية جودة مستوى الحياة المعيشة، وقد اعتمد هذا التقرير على عوامل مهمة للتقييم، وهي الاستقرار السياسي ونوعية الحياة الصحية ومستوى التعليم وانتشار الجريمة ووسائل المواصلات ومرافق الترفيه.

أظهر إحصاء حديث ارتفاع حالات الانتحار في إيران إلى ما يقرب من 10 آلاف حالة كل عام، أي بمعدل 13 حالة في اليوم الواحد، وارتفعت حالات الانتحار بنسبة 9.4% مقارنة بالسنوات الأخيرة.

مهما حاول بعض الأبواق و«الزمامير» دق «الإسفين» بين أبناء العروبة فلن ينجحوا، وسيبقى العرب إخوة «مسيحيوهم ومسلموهم شيعةً وسنة»، وليت بعض «المخدوعين» يعلمون أن رعيهم «إبل» جزيرتهم العربية خيرٌ لهم من رعي «خنازير» طهران.