ها هو اليمن ينتفض وينفض غبار العار الإيراني الذي خيم عليه منذ احتلال الحوثي عاصمته ومدنه، واعتدى على الشرعية فيها، ومارس جرائم حرب ضد الشعب اليمني، وهدد واستهدف دول الجوار العربية.

اليمن هو العاصمة الرابعة التي أعلنت طهران احتلالها، وهو العاصمة العربية الأولى التي تنتفض وتبدأ مشوار عودتها إلى حضنها العربي، بجهود المملكة العربية السعودية والحلفاء العرب، وقوة أبناء اليمن الأبطال والمحافظين على عروبتهم والرافضين مشروع ولاية السفيه الإيرانية.

إن ما حدث في اليمن لا يمكن التعاطي معه على أنه حدث عابر، بل هو رسالة واضحة إلى لبنان واللبنانيين، وإلى حزب الشيطان حسن الذي يأتمر بقرارات إيرانية، ويسهم في تهديد الأمن القومي العربي.

الرسالة من صنعاء إلى ضاحية بيروت، هي أن ينظر حزب الشيطان بتمعّن إلى ما حصل ويحصل وسيحصل في اليمن، لأن عاصفة الحزم تملك عدة أوجه، أحدها سياسي واقتصادي، والآخر عسكري، وإذا كانت السعودية اليوم لا تبحث خيارا عسكريا في لبنان لمواجهتكم، فهي لن تتأخر تحت أي ظرف عن تطبيق الحزم السياسي والاقتصادي، ولن يكون بإمكان أي دولة صديقة أو مؤثرة أن تمنع المملكة من حماية الأمن القومي العربي وشعوب الخليج العربي من الإرهاب الإيراني في لبنان.

أما الرسالة التي تحملها صنعاء لبيروت العاصمة وشعبها، هي أن عليهم الاختيار بوضوح بين أن تكون تلك العاصمة المنتفضة في 2005 ضد الاحتلال السوري، أو تلك العاصمة الخاضعة للذل والهوان والاستسلام والسلاح الطائفي الإرهابي، والذي أخضع اللبنانيين لسياسات ومشروع حزب الله، وسيطرته على مقدرات الدولة اللبنانية، وتحويل هذا البلد الذي خسر شهداءه على مذابح الحرية والاستقلال، إلى نقطة انطلاق الأعمال الإرهابية ضد الدول العربية والغربية، واحتلال بلدات ومدن على وقع صيحات وشعارات طائفية بغيضة، لا تخدم إلا الاقتتال والفرقة بين العرب، وكله لإرضاء ولي نعمة حزب الله، الخامنئي الرجيم في قم الشر المطلق.

إن تحرير لبنان من رجس الإرهاب الإيراني لم يعد مجرد كلام ينطلق في الندوات والمواقع الإلكترونية، بل أصبح اليوم مشروعا تقوده السعودية بقيادة سلمان الحزم، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، الذي لم يقبل ببقاء سلاح حزب الله موجها إلى صدور اللبنانيين والسوريين والعرب، ويعمل بصلابة وحزم على تخليصهم من هذا الجحيم، وتطبيق القرارات الدولية بخصوص هذا السلاح الذي يمنع اللبنانيين حتى من اتمام تطبيق اتفاق الطائف في لبنان.

اليوم، أصبحنا أكثر قربا من الخلاص، فاليمن انتفضت عاصمته، وبغداد ستتبعه، ودمشق ستعود إلى أهلها، وبيروت ستلفظ حزب الشيطان حسن خارجها، وتعيد لساحة شهدائها العزة والكرامة، ولشعبها الحرية والاستقلال والخلاص من شياطين الفرس وعملائهم، مهما كلفت هذه الخطوات، وكما استطعنا في بيروت طرد عشرات آلاف العناصر من الجيش الإرهابي السوري، سيتمكن شعبنا بيديه وصوته من تحرير لبنان من نفوذ إيران وذراعها الإرهابية حزب الشيطان حسن، وسيفضح هذا الشعب أولئك الباحثين عن مصالحهم الشخصية الضيقة، والذين كانوا عرّابين لاتفاقات خبيثة أسهمت في إعطاء حزب الشيطان حسن نفوذا أكبر في لبنان، وإعطائه القوة للانطلاق باتجاه سورية لقتل وتشريد وتهجير شعبها دون أي رادع.

في الختام، نقول لكم: ها هو الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ينعى التعايش مع الحوثيين، فهل سيصل «الرجل الصالح» قريبا إلى لبنان ناعيا التعايش مع سلاح حزب الله الإرهابي، ورافضا الاحتلال الإيراني الذي حرم الشعب اللبناني من حقوقه وعروبته ومشروعه الوطني، وحتى من دعم أشقائه العرب له؟.