تقف عدة محافظات في منطقة مكة المكرمة على أعتاب قطف ثمار المشروعات التي تبنتها الاستراتيجية التنموية للمنطقة، وهي المشاريع التي أسس لها مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، قبل نحو 9 أعوام، إذ يقوم غدا يرافقه نائبه الأمير عبدالله بن بندر برحلة تجريبية لقطار الحرمين بين مكة المكرمة وجدة، كما يدشّن مشروع تطوير الواجهة البحرية بجدة «J W» للمرحلة (4-5) نهاية الأسبوع المقبل، كما يتفقد الأمير خالد الفيصل سير العمل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد خلال الفترة المقبلة.


خطة استراتيجية

أوضح المتحدث الرسمي لإمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري، أنه امتدادا للدعم الذي تحظى به مشاريع التنمية من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وبإشراف من أمير المنطقة ومتابعة نائبه، فإن منطقة مكة المكرمة مقبلة على الاحتفاء بتشغيل وإطلاق مشروعات أسس لها الأمير خالد الفيصل في الخطة الاستراتيجية التنموية للمنطقة، مبينا أن ذلك سيكون نهاية العام الميلادي الحالي وأوائل العام المقبل، لتنضم إلى المشاريع التي تم تدشينها خلال السنوات الماضية.


نقلة حضارية

عن ما وصلت إليه خطة التنمية في المنطقة تابع الدوسري «قطعت منطقة مكة المكرمة ومحافظاتها شوطا كبيرا في التنمية، سيما أن ما تحقق من إنجازات في استراتيجية الخطة العشرية للتنمية التي تضمنت مشاريع أنجزت وشارف الباقي على الانتهاء، سيكون عاملا رئيسيا لإحداث نقلة حضارية في المنطقة، وستعمل أيضا على تطويرها بشكل أفضل مما هو مخطط له»، مضيفا أن العمل لم يتوقف عند ما تحقق من إنجازات، فقد وجه أمير منطقة مكة المكرمة بتحديث استراتيجية المنطقة لتتواءم بشكل أكبر مع رؤية 2030.


مشاريع ريادية

تطرق الدوسري إلى أبرز المشروعات التي سيتم تدشينها في المرحلة المقبلة، فقال: «سيشهد أهالي جدة نهاية الأسبوع ما بعد المقبل تدشين المرحلتين الرابعة والخامسة من تطوير الواجهة البحرية والذي نفذته أمانة المحافظة، ويأتي امتدادا لسلسلة تطوير كورنيش المحافظة والهادف إلى توفير مساحة تنزه وترفيه لسكان ومرتادي العروس»، مبينا أن من المشروعات الضخمة التي ستنطلق تجريبا مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي أعلنت هيئة الطيران المدني عن بدء التشغيل التجريبي رمضان المقبل، إلى جانب مشروع قطار الحرمين الذي يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مرورا بمدينتي جدة ورابغ، والذي سيتم تدشينه رسميا في الربع الأول من عام 2018.


توازن وتوازٍ

حول استراتيجية التنمية في المنطقة التي وضعت على أساس ثنائية الإنسان والمكان، قال الدوسري: إن استراتيجية التنمية في المنطقة أخذت في الاعتبار عاملي التوازن والتوازي ليستفيد القاطن في القرية والمحافظة من كافة الخدمات وتحقيق التنمية الشاملة للحد من النزوح إلى المدن، وتأهيل مناطق الأطراف لتتحول إلى جاذبة للسكان، مضيفا أنه فيما يخص المكان فقد تضمنت الخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة تطوير منظومة متكاملة للبنية التحتية والمرافق ورفع كفاءة الخدمات كمّاً وكيفاً، ومعالجة الأحياء العشوائية وحماية الأراضي العامة للدولة، إضافة إلى وضع خريطة تكاملية تنسيقية لأدوار المحافظات في كافة جوانب ا لتنمية والبناء


دعم القيادة

ولفت الدوسري إلى أن مشروعات كبرى في المنطقة حظيت بمباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، ويأتي في مقدمتها مشروع الفيصلية السكني والإداري الذي رفعه الأمير خالد الفيصل لمقامه الكريم، كذلك مشروع الطائف الجديد والذي دشنه مؤخرا، ويشترك في تنفيذه القطاعان الحكومي والخاص تحت إشراف مركز التكامل التنموي بالإمارة، ويضم المشروع مطار الطائف الجديد، ومدينة سوق عكاظ، وواحة التقنية، والضاحية السكنية، والمدينة الصناعية، والمدينة الجامعية.


القطاع الخاص

أوضح الدوسري أن إعلان الأمير خالد الفيصل عن إنشاء مركز للتكامل التنموي جاء لتحقيق نهضة تنموية مبنية على التشارك بين القطاعين الحكومي والخاص، وأسندت إليه إلى جانب مهامه الأخرى مهمة تحفيز ودفع عجلة التنمية في المنطقة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، والتي تتطلب إسهام القطاع الخاص في المشاريع في ظل توفر العديد من المشاريع الحكومية الجاذبة للاستثمار.


أثر الزيارات

نوه متحدث إمارة منطقة مكة المكرمة إلى أن أمير المنطقة خلال الأعوام الماضية دأب بشكل سنوي على زيارة المحافظات والوقوف على مطالب الأهالي والاطلاع على سير المشروعات التنموية والحيوية، والاجتماع بالمجالس المحلية، مشيرا إلى أنه يحرص في تلك الزيارات على اصطحاب مديري عموم الإدارات الحكومية في المنطقة بهدف فتح تواصل مباشر بين مسؤولي الإدارات وأهالي المحافظات والمجلس المحلي، ويأتي ذلك في إطار حرص سموه على تحقيق التنمية المتوازنة التي تم التخطيط لها وتضمنتها استراتيجية المنطقة والخطة العشرية، مضيفا أن تلك الجولات آتت أُكلها خلال الفترة الماضية، فقد تطورت الخدمات في كافة المجالات البلدية والصحية، ووصلت المياه المحلاة لكل المحافظات، كما أصبح التعليم الجامعي متاحا عبر الجامعات وأفرعها المنتشرة في كل محافظة.


باكورة المطالب

في لمحة تاريخية وتحديدا في عام 1428، الذي صدر الأمر الملكي فيه بتعيين الأمير خالد الفيصل أميرا لمنطقة مكة المكرمة كانت المطالب تنتظره على صفيح ساخن، إذ وجد الأهالي يحملون همومهم عاقدين آمالهم بعد الله عليه في حلها، فقدم له سكان جدة مطالبهم، وتسنّم هرم المطالب إيجاد حلول لشُحّ المياه والانقطاعات المتكررة، وضرورة تجفيف بحيرة المسك، وإنهاء معانة مردم النفايات بجدة، فانطلق العمل بمشاركة الجهات ذات العلاقة العمل لإيجاد الحلول وتم ذلك في غضون أربعة أعوام، إذ تمّ تجفيف بحيرة الصرف الصحي وعولج خطرها البيئي وأعيدت معالجة مياهها بالطريقة الثلاثية، أما مرمى النفايات فقد أزيل تماما وتم التخلص من آثاره البيئية السيئة، فيما زادت طاقة ضخ المياه بنسبة 100% من 550 ألف متر مكعب يوميا إلى 1.1 مليون متر مكعب وذلك في عام 2011.


مشاريع عاجلة

كانت مشكلات المياه وبحيرة المسك ومردم النفايات أولى المشاريع العاجلة التي تم تنفيذها وإنجازها، وفي الجانب الآخر كان هناك عمل يجري تنفيذه وفق منهجين الأول داخلي والثاني خارجي، ففي المسار الأول بدأ الأمير خالد الفيصل التغيير من الداخل فتمّ إحداث تغيير في هيكلة الإمارة وإضافة وكالة وإدارات جديدة تكون مساندة في إحداث التغيير المنتظر للمنطقة، وتبعا لذلك استحدث وكالة الإمارة المساعدة للشؤون التنموية، وأضاف إدارات مهمة وحيوية مثل التواصل مع المجتمع، وإدارة متابعة تنفيذ الأحكام التي نجحت في إنهاء تكدس 18 ألف حكم لتصبح أحكاما نافذة وبنسبة 90 %، فضلا عن إدارة أخرى مثل إدارة متابعة المشاريع وتنفيذها وغيرها.


نافذة الغد

طموح الأمير خالد الفيصل لم يتوقف عند مطالب الأهالي أو تغيير هيكلة الإمارة، بل كانت المنطقة على موعد مع بدء تنفيذ المنهج الثاني المتمثل في العمل الخارجي، فتقرر عقد ورشة عمل كبرى، تهدف لإحداث تنمية مبنية على أسس مؤسسية ومنهجية، وعليه دعت الإمارة مجتمع المنطقة بكافة فئاته إلى وضع استراتيجية حدد تنفيذها في مدة عشرة أعوام، وعلى ضوء ذلك تم عقد ورشة عمل لوضع استراتيجية تنموية للمنطقة تأخذ في الاعتبار الإنسان والمكان معا، وتم إنجاز العديد من المشاريع، ويجري تنفيذ أخرى، فبلغ إجمالي المشاريع الجاري تنفيذها على مستوى المنطقة 2568 مشروعا، منها 739 مشروعا في المحافظات الصغيرة، جميعها تتماشى والخطة الاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق تنمية متوازنة ومتوازية، فيما تمخض عن ورشة العمل عدة مشاريع في جانب تنمية المكان فشملت قطار الحرمين، المطار الجديد، مدينة الملك عبدالله الرياضية، تطوير الكورنيش، تطوير الطرق والأنفاق والجسور، تطوير الأحياء العشوائية، ومشاريع عاجلة ودائمة لدرء أخطار السيول عن محافظة جدة.


العناية بمكة

توزعت مشاريع التنمية على محافظات منطقة مكة المكرمة، فكان للعاصمة المقدسة نصيبها من المشاريع التي أنجز عدد منها ويجري تنفيذ الباقي، فشملت إعمار مكة بمكوناته الطرق الدائرية الأربعة، نقل الإدارات الحكومية خارج مشعر منى، افتتاح مركز الخدمات بالشميسي وتشغيل قطار المشاعر، أما على صعيد بناء الإنسان فكان المشروع الأبرز والأهم تصحيح أوضاع أبناء الجالية البرماوية الذين يقطنون مختلف مناطق المملكة، ذلك العمل الذي كان يندرج تحت مشروع تطوير الأحياء العشوائية أول مشروع يرفعه سموه للملك عبدالله بن عبدالعزيز فباركه -يرحمه الله- ودعم التصحيح، وانطلق العمل وسلّم سموه أول إقامة نظامية لأول مستفيد برماوي منتصف جمادى الأولى من عام 1434، واستمر التصحيح حتى شمل جميع أبناء الجالية والبالغ عدهم أكثر من 250 ألف برماوي، وعلى صعيد المكان تم تطوير 7 أحياء عشوائية في العاصمة المقدسة وكل تلك المشاريع أنجزت، ولله الحمد.


 


مشروع الحافلات

من أهم مشاريع العاصمة المقدسة التي تم الإعلان عنها مؤخرا، موافقة المقام السامي على تنفيذ المرحلة الأولى لمشروع الحافلات في العاصمة المقدسة، وقد فاز بعقد تشغيل وصيانة مشروع حافلات مكة المكرمة الذي سيتم بدء تشغيله بعد 18 شهرا، التحالف المكون من شركتي نسما السعودية وTCC الإسبانية بقيمة تقدر بــ3.2 مليارات ريال، ويشمل العقد بنود التشغيل والصيانة لمدة 10 أعوام تشغيلية، وتوريد وتشغيل وصيانة 400 حافلة منها 240 حافلة عادية بسعة 40 مقعدا للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 85 شخصا تقريبا، و160 حافلة مفصلية بسعة 60 مقعدا للجلوس وبقدرة استيعابية تبلغ 125 شخصا تقريبا.


بناء الإنسان

حققت استراتيجية منطقة مكة المكرمة على صعيد الشق الثاني لمرتكز الاستراتيجية ممثلا في بناء الإنسان، إنجازات عدة يأتي في مقدمتها سوق عكاظ الذي أعيد أحياؤه قبل نحو 11 عاما بتوجيه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، وظل طيلة تلك الفترة تحت إشراف إمارة منطقة مكة المكرمة، وبجهود قطاعات حكومية وأهلية تحول السوق إلى مدينة تشكل نواة الطائف الجديد، وخلال العقود العشرة تم تخصيص أرض للسوق تقدر مساحتها بـ10 ملايين متر مربع ونفذت عليها مشروعات بأكثر من 400 مليون ريال، فيما توسعت الجوائز من جائزة واحدة إلى 12 جائزة صرف عليها أكثر من 15 مليون ريال.


بناء الإنسان



  •  إنشاء كليات وأفرع للجامعات في جميع المحافظات

  •  ملتقى مكة الثقافي

  •  جائزة مكة للتميز

  •  برامج وفعاليات الشباب

  •  كرسي الأمير خالد الفيصل لتطوير الأحياء العشوائية بجامعة أم القرى

  •  حملة الحج سلوك حضاري

  •  تصحيح أوضاع الجالية البرماوية

  •  مركز الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال

  •  كرسي الأمير خالد الفيصل للالتزام بالنظام واحترامه

  •  كرسي الأمير خالد الفيصل لبناء الإنسان

  •  تطوير مركز البيضاء

  •  أسبوعيات المجلس

     


احتواء الشباب

وأولى الأمير خالد الفيصل الشباب اهتماما كبيرا، فتبنت إمارة منطقة مكة المكرمة تأسيس مشاريع مبادرات لصالح شباب المنطقة، وحرصت على ضمهم لمجلس المنطقة من خلال اللجنة الشبابية، وسبق ذلك إطلاق ملتقى الشباب بمنطقة مكة المكرمة، وشمل كافة شباب محافظات المنطقة، وهدف إلى إبراز المواهب والقدرات لدى الشباب وصقلها وشغل أوقات فراغهم بالأنشطة المفيدة، إلى جانب التوعية والتثقيف عبر الدورات والمحاضرات، واستفاد من الملتقى أكثر من 1.5 مليون شاب وشابة من أبناء المنطقة.


معهد للتدريب على قيادة القطارات

علمت «الوطن» من مصادر مطلعة أن وزارة النقل ستفتتح معهدا خاصا للتدريب على قيادة القطارات للسعوديين في مدينة جدة، وذلك بهدف تأهيل الكوادر الوطنية من أجل الاستفادة منها لخدمة الوطن، وتطبيقا لرؤية 2030 في توطين كافة الوظائف بالكفاءات السعودية.