في الوقت الذي صرح الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان أخيرا، بأن المحادثات الثلاثية التي أجريت في مدينة سوتشي الروسية حول التسوية في سورية، اعتمدت قرارات حيوية لإنهاء المأساة السورية، تسعى أنقرة إلى كسب ود الحليف الأميركي خلال الفترة الراهنة، وذلك عبر التفاهمات وتسوية الملفات المعلقة بين الجانبين، عقب توتر علاقات البلدين في الفترة السابقة، وانزلاقها إلى منحيات خطرة.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قد أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي، دونالد ترمب، بحثا خلاله أوجه التعاون بين البلدين، وشكل العلاقة التركية الأميركية المستقبلية، في وقت تطالب أنقرة بوقف الدعم الأميركي للميليشيات الكردية في سورية، والتي ترى فيها تهديدا استراتيجيا لأمنها القومي، وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.




كسر النفوذ الروسي

ترى تقارير أن الاتفاق المبدئي الذي جرى خلال الاتصال الهاتفي بين إردوغان وترمب، حول ضرورة محاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، بما فيها منظمة الداعية غولن المقيم في الولايات المتحدة، يعكس العلاقة المستقبلية بين البلدين، خاصة في ضوء وجود مساعٍ لتسوية الأزمة في سورية، وانكفاء أزمة إقليم كردستان، وتراجع خطر تنظيم داعش المتشدد في سورية والعراق. وأوضح مراقبون اطلاعا بحيثيات هذا التقارب، أن إدارة ترمب سعت إلى تقديم ضمانات وتعهدات لتركيا حول الملفات المعلقة بينهما، لسحبها عن المضي في شراكات أوسع، أبزرها التقارب مع روسيا والهند والصين، وذلك عقب أن تمخض التقارب بين موسكو وأنقرة عن عقد قمة ثلاثية مع إيران، بعيدا عن واشنطن، وهو ما يمكن أن تراه الأخيرة تهديدا لنفوذها في منطقة الشرق الأوسط.




ملفات معلقة

يأتي ذلك، في وقت كانت الملفات المطروحة على طاولة الاتصال الهاتفي بين ترمب وإردوغان، تتعلق حول إمكانية سحب الدعم الأميركي للميليشيات الكردية في سورية، خاصة في ظل تراجع داعش وعدم الحاجة إليها في الوقت الراهن، فضلا عن بحث إمكانية تسليم الداعية غولن إلى السلطات التركية، عقب الاشتباه في أنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب الفاشل العام الماضي.

وبحسب المحللين الأتراك فإن أنقرة تسعى للمضي قدما في عملياتها الجوية والبرية ضد التنظيمات الكردية في المنطقة، وأهمها في منطقة سنجار العراقية، وفي مناطق شمال شرقي سورية، إلا أن الفترة الماضية توقفت فيها العملية البرية للوحدات العسكرية التركية في إدلب، رغم الاندفاع التركي لشن عمليات فيها.




التحركات الأميركية

- تهدئة التوتر مع أنقرة

- الرغبة في عودة نفوذها بالمنطقة

- قلق من تعاظم نفوذ موسكو وطهران في سورية