في وقت هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، من أن نقل سفارة واشنطن إلى القدس سيعقبه قطع العلاقات والتمثيل الدبلوماسي بين أنقرة وتل أبيب، تواصلت الفعاليات الشعبية في تركيا خلال الأيام القليلة الماضية، الرافضة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فيما لا يزال الموقف الرسمي من القرار غير واضح، وتم الاكتفاء بوصفه بأنه غير قانوني، ولا يمثل أي شرعية دولية. واقتصرت التحركات الشعبية في مدن وأنحاء المدن التركية، على المواقف الشعبية المناهضة للقرار، إذ شملت التحركات وقفات واعتصامات احتجاجية، وأمسيات متعددة، عبرت عن رفض الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل. من جانبه، أجرى الرئيس إردوغان، سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من قادة الدول العربية والاسلامية وغير الإسلامية، إذ تم تباحث التداعيات حول القرار الأميركي، دون وجود أي خطوة سياسية أعقبت القرار.



مستقبل العلاقات

يأتي ذلك، في وقت يرى مراقبون أن مستقبل علاقات أنقرة وتل أبيب ما يزال مجهولا، خاصة في ظل تهديد إردوغان بقطع العلاقات قبل القرار، وعدم اتخاذ أي خطوات ملموسة بعده، سوى الدعوة إلى عقد قمة لمنظمة التعاون الإسلامي، والتي تتجه إليها الأنظار غدا، باعتبار أن أنقرة المنظمة لها في هذه الدورة.

وشهدت علاقات أنقرة وتل أبيب محطات متفاوتة، عقب قطع تركيا علاقاتها مع إسرائيل عام 2010، إثر الهجوم الإسرائيلي المسلح على «أسطول الحرية» الذي راح ضحيته 10 من الناشطين الأتراك، قبل تطبيع العلاقات العام الماضي.

ونص اتفاق التطبيع بين الجانبين على موافقة تركيا تمرير مشاريع ترمي إلى حماية القوات الإسرائيلية من الملاحقة القضائية، مقابل الاستثمار في قطاع غزة.



موقف المعارضة

من جانبها، طالبت الأحزاب التركية المعارضة بسرعة قطع العلاقات مع تل أبيب، وتخفيض التمثيل الدبلوماسي التركي لدى إسرائيل إلى أدنى مستوى، وذلك للضغط على القرار الأميركي والتراجع عنه.

وطالب رئيس حزب «الحركة القومية» المعارض، دولت باهجه، الدول الإسلامية بمراجعة علاقاتها السياسية والاقتصادية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة، متهما الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وإدارته، بالكذب والخداع.