في تقرير حديث ومثير أصدره «منتدى الاقتصاد العالمي»، تمت الإشارة فيه إلى أن الرعب هو النوع الوحيد من أنواع الأفلام السينمائية الذي يتم فيه إنصاف المرأة ومساواتها بالرجل في عدد اللقطات ووقت التحدث وأهمية الدور.

بينما في أنواع أخرى من الأفلام، كالدراما والمغامرة والتاريخ والكوميديا وغيره، فيحظى الرجل بمعظم اللقطات، وأقل من نصف الأفلام في تلك الأنواع تحوي لقطات تتحدث فيها امرأة لامرأة أخرى عن موضوع بعيد عن الرجل.

يشار في التقرير نفسه إلى أنه في نهاية مهرجان «كان» السينمائي لهذا العام، قالت الممثلة «جيسيكا تشاستين»، التي كانت عضوا في لجنة التقييم بالمهرجان، إنها وجدت معدل تمثيل المرأة في أفلام المهرجان لهذا العام «أقل من المفترض بكثير».

وقد تم رصد إشكال الضعف في تمثيل المرأة حتى في أكثر الأفلام نجاحا وشهرة التابعة لهوليوود.

فالمرأة إما يتم تمثيلها في دور تنميطي أو لا يتم تمثيلها بالكم المطلوب، إلا أن المقيّمين في المهرجان لاحظوا أيضا أن نوع «الرعب» -كفئة سينمائية- هو الأوحد الذي يساوي في محتواه بين المرأة والرجل، ويمنح كل منهما عددا متساويا من اللقطات وفرص التحدث، بل وحتى أن المرأة تساوت مع الرجل هنا في تمثيل دور الشبح والقاتل، تماما كما تساوت معه في دور الضحية الخائفة، وهو أمر يندر جدا حدوثه في فئات سينمائية أخرى.

لكن، لماذا الرعب فقط هو ما تحظى به المرأة بفرصة المساواة تمثيليا بالرجل دون فئات أخرى، مثل أفلام الخيال العلمي على سبيل المثال؟ هذا هو التساؤل الذي يبحث له عن إجابة لمعالجة إشكال ضعف تمثيل المرأة في بقية فئات الأفلام.

يذكر أن معهد «جينا ديفيس» الأميركي نشر مؤخرا ورقة علمية تنظر إلى العلاقة بين تمثيل الرجل والمرأة في الإعلام وحيواتهما اليومية، واتضح أن سوء تمثيل المرأة في الأفلام يؤثر عليهن كمشاهدات، بغض النظر عن أعمارهن، وخلفياتهن الاجتماعية وأصولهن العرقية ومستواهن الاقتصادي.

وفي المقابل، تم التوصل إلى أن الأدوار الإيجابية والبطولية للمرأة في الأفلام تحفز المشاهدات من النساء على أن يكُنّ أكثر طموحا وإقداما على الصعيدين المهني والشخصي. ولكن مع الأسف، حتى مع اليقين بأهمية معالجة إشكال التمثيل الإعلامي للمرأة، فإن هناك ندرة في تمثيل النساء بشكل إيجابي ولائق، إعلاميا وسينمائيا، حول العالم، والمقياس يختلف من دولة لأخرى.

بالنسبة لصناعتنا السينمائية التي ننوي تدشينها، فإنها كي تتوافق مع رؤية الدولة 2030، والتي تضع المرأة وتمكينها المهني والشخصي في أولوياتها، فإنه لا بد من الاهتمام بموضوع تمثيل المرأة في الأفلام، ومتابعة مستجدات هذا الموضوع وإستراتيجيات معالجته بشكل يراعي وجودها كشريك مهم.

أُؤمن بأننا نستطيع اختصار الزمن، إذا تعلمنا من الأخطاء الثقافية والفنية التي وقعت فيها صناعات الأفلام العالمية، خصوصا فيما يتعلق بالمرأة وتمثيلها.