علمت «الوطن» أن جهات رقابية بدأت تقصي الأسباب حول تأخر نقل «صناعية أبها» من موقعها الحالي على طريق الملك فهد الرابط بين مدينتي أبها وخميس مشيط إلى الموقع الجديد الذي خصصته أمانة المنطقة منذ عدة سنوات، ومساءلة بعض الجهات عن تعثر الإجراء وعدم الالتزام بما ورد في ذلك من توجيهات دون مبررات واضحة، واكبها صدور توجيهات أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، بسرعة نقلها إلى الموقع الجديد الذي خصصته أمانة المنطقة وتمت ترسيته على أحد المستثمرين قبل عدة أشهر بنحو 10 ملايين ريال.


الموقع سكني تجاري

وفقا للمعلومات، فإن الموقع الحالي لـ«صناعية أبها» يعد سكنيا تجاريا وليس صناعيا، حيث يتوسط مدينتي أبها وخميس مشيط بالقرب من الغرفة التجارية الصناعية، كما يقترب من الكتل السكانية بما يخالف الأنظمة والتعليمات المنظمة لهذا الشأن، وتشويهه لمدخل مدينة أبها الشرقي، وعدم مواكبته للتحولات التنموية التي شهدتها المنطقة، التي تستقبل سنويا الآلاف من الزوار والسياح، وعدم ملاءمة الموقع الحالي أمام الوفود الدولية والمحلية التي تحضر مؤتمرات وندوات وورش عمل في المنطقة.


تطوير وجذب المستثمرين

 من المنتظر أن يدرس مجلس منطقة عسير في قادم الأيام تحويل الموقع الحالي لـ«صناعية أبها» إلى موقع سياحي ترفيهي، وإسناد المهمة لجهات حكومية وخاصة، بمشاركة مجلس الاستثمار والغرفة التجارية الصناعية لتطويره، وجذب مستثمرين من داخل وخارج المنطقة، واستغلال كافة مساحاته ليكون نواة لمشروعات سياحية وترفيهية جديدة ومختلفة تواكب التحول الذي تشهده المملكة، والنقلة النوعية في المجالين السياحي والترفيهي، وبما يحقق رؤية السعودية 2030، على أن يتم منح الموقع أولوية في التهيئة والتنفيذ.


فوضى ومخالفات

تشهد «صناعية أبها» في موقعها الحالي إهمالا كبيرا أدى إلى انتشار الكثير من المخالفات وممارسات الغش التجاري إلى جانب الفوضى في التستر، وجمعها لكثير من العمالة الهاربة والمخالفة للأنظمة، في حين تنتشر في شوارعها مئات السيارات المتهالكة التي اضطر ملاكها إلى تركها لعدة سنوات واستغلال الفوضى الحالية.

وأجمع عدد كبير من سكان منطقة عسير على أن فوضى «صناعية أبها» تعد أمرا محيرا نظرا لما تشهده من ممارسات دون تدخل من الجهات المناط بها مراقبتها، إذ ينتشر التستر على العمالة الوافدة بشكل كبير، والتي تلجأ إلى التخفي في دهاليزها، والعمل في غير أوقات الذروة تجنبا للملاحقات الأمنية، إلى جانب احتكارها العديد من الورش بدعم وتمويل وتسهيلات من بعض ضعاف النفوس، كما أن موقعها الحالي أصبح يهدد صحة وبيئة السكان المجاورين نظرا لقربها من التجمعات السكنية والمزارع، مطالبين بمحاسبة المستفيدين من تعطيل نقلها لموقعها الجديد رغم صدور توجيهات رسمية بسرعة نقلها.


قنبلة موقوتة

 قال المواطن سعد البشري إن موقع صناعية أبها الحالي يعد بؤرة وقنبلة موقوتة تهدد الآلاف من السكان الأبرياء المجاورين لها، حيث تجمع بين الفوضى والممارسات المخالفة التي تستدعي التدخل من الجهات الرسمية لإيجاد حلول عاجلة، والحد من المخالفات التي تتفشى وتزداد من يوم لآخر، منبها إلى أن احتكار وتكتل عدد من الوافدين ما أدى إلى إقصاء الكثير من الشباب السعودي من خريجي المعاهد والكليات الفنية.


الموقع الجديد

كانت إدارة الاستثمار بأمانة منطقة عسير قد أعلنت طرح منافسة لإدارة وتشغيل المنطقة الصناعية الجديدة بأبها، وتقع على طريق بني مالك، على مساحة 510757 مترا مربعا، مؤكدة أن الموقع الجديد يعد من أهم المواقع التجارية، وأنها تعمل على تخطيطها وتنظيمها بشكل جديد وجمالي يحد من المخالفات والعشوائيات.

وقال مدير إدارة الرقابة الشاملة المهندس عبدالعزيز الرمثي في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: إنه سيتم النقل قريبا في مخططات شمال الصناعية القائمة حاليا.


تجاهل المختصين

أوضح المواطن حسين الشهراني أن الوضع الحالي لصناعية أبها كارثي نظرا لانتشار الحفر والمطبات في الشوارع وسكب الزيوت على قارعة الطريق في كل مكان، وكذلك وجود عدد كبير من السيارات التالفة على جنبات الطرقات منذ عدة أعوام دون تدخل من الجهات المختصة لمعالجة الظاهرة، التي باتت تشوه مكانة مدينة أبها سياحيا، مؤملا أن يعالج الموقع الجديد كل الظواهر التي انتشرت في الموقع الحالي.


الأجيال تدفع الثمن

استغرب المواطن علي القيسي التداخل اللامنطقي في «صناعية أبها» وجمعها لمعارض وورش السيارات وورش الحدادة والألمنيوم والمناجر ومطاعم وبقالات وتشليح السيارات، في مشهد فوضوي لا يمكن أن يكون في أي موقع، محملا المسؤولية الجهات التي عملت على تخطيط صناعية أبها في وقت سابق، والتي سهلت لهذه الممارسات التي عادت بالسوء على الأجيال، مشيرا إلى أن كثيرا من الورش القائمة حاليا تعد خطرا نظرا لتهالكها، والبعض منها آيل للسقوط بفعل التغيرات المناخية.

 


أياد خفية

يرى المواطن محمد العلكمي أن هناك أيادي خفية مستفيدة من الوضع الفوضوي القائم حاليا، وتعمل جاهدة لوقف نقل الصناعية إلى مكان آخر منظم ولائق، موضحا أن المجالس تشير إلى امتلاك بعض المستثمرين نحو 50 % من الورش القائمة حاليا منذ عدة سنوات، ولا يريدون نقلها لمكان آخر نظرا لما تحققه من دخل مالي مجز يساعدهم على امتلاك سيارات جديدة، ويجنبهم زيارة الصناعية أو الدخول في ساحاتها.