‏أعوام خلت وهو ندي.. أقسمت خلالها آلا يظفر بي، كان النصر حليفي في كل مرة..

‏كم حاول أن يسلخ جلدي بل كاد أن يقتلني..

‏هو عدوي الأول..

‏تصارعت معه مرات عديدة..

‏له هجوم كاسح وأياد طويلة تنال أطرافي..

‏وفي كل نزال، أقف ضده كسد منيع أمام السيول الجارفة..

‏في عقدي السادس وقفت أمامه ككل مرة في حلبة المصارعة التي أعرفها جيداً معتزاً بثقة كبيرة في نفسي..

‏دفعني بقوة..

‏لم يستطع طرحي.. كنت صامداً، ‏أخذت نفساً عميقاً أسترد فيه عافيتي كعادتي في كل مجابهة معه، ثم انطلقت نحوه كالسهم بكل ما أوتيت من قوة لأدحره..

‏باغتني بدرع حديدي له رؤوس مسننة، ‏اصطدم جسدي بالدرع، ‏أحدث طعنات في جميع أنحاء جسمي..

‏كان تأثيره كبيراً..

‏تهاويت كقطعة قماش حمراء تركلها التيارات الهوائية من كل جانب..

‏كل شيء اختلف هذه المرة..

‏رفع بندقية آلية وسددها نحوي، ‏انهالت رصاصات مائية مالحة تفجر خدي بدون رحمة..

‏أخرج بحوره بعد مدافعة سنين طويلة واختلط مع دم كبريائي النازف..

تغلب علي.. لكن في المرة القادمة سأعرف كيف أنتصر..



محمد بلقاسم الصحبي