بدأ العد التنازلي للأيام المقررة أن تقود فيها المرأة سيارتها بنفسها، ورأيت تسابقاً محموماً على فتح مدارس تعليم قيادة المرأة للسيارة، إلا أن هناك أصولاً وضوابط ينبغي أن يشرف عليها المرور السعودي حتى لا تحدث فوضى في سوق القيادة أو تصدر الرخص مجاملة لمن لا تجيد القيادة، فيكون السوق مرتعا لمن يتعلم ويعلم، ونتذكر جميعا القرار الحكيم للسماح بقيادة المرأة أنها وضعت تحت إشراف وزارة الداخلية، ثم تمنح الرخص على مستوى جودة الأداء وجودة المركبة، لكنني بدأت أطالع كأن هناك أكاديميات لتعليم المرأة القيادة باحترافية وإشراف مباشر من الجهات المختصة، إننا أمام أشهر قليلة ثم تأخذ المرأة مقود السيارة لتنوب عن العامل والسائق الأجنبي في بلد بلغت نسبة العمالة فيه نسبة عالية من بينهم السائقون في المنازل، واليوم نحن أمام اختبار واقعي إما أن تنجح مدارس تعليم القيادة في جودة المخرج للسوق أو يضاف عبء آخر على حركة المرور، فلقد تباشر المجتمع السعودي بفتح مجال تعليم القيادة، وقرأنا عن مقترحات، من بينها لماذا لا يسمح للعاملة المنزلية أن تقود السيارة، وسمعنا عن وصول مدربات من الخارج لديهن إلمام بالقيادة سيتواجدن في جامعات المملكة ومدارس القيادة، بالطبع لا يطلب من المرأة أن تكون حاذقة في أول الأمر، لكنها ستكون بأمر تدريجي حتى تتقن المهنة وتودع السائق الأجنبي، ولنا شواهد من حولنا في دول مجلس التعاون الخليجي، فقد اقتصر عمل السائق على بعض منازل كبار السن والجهات الخدمية، لكن في بيوتنا بدأت المرأة تشرف على بيتها وأولادها بالخروج معهم للمدارس والمتنزهات وقضاء حوائجهم مع الحشمة والوقار لبنات الخليج كلهن، ولم يعد الأمر صعبا، إذ باركت الدولة هذا التوجه، وفرضت المصلحة والحاجة أن تقوم المرأة بقيادة سيارتها تحت نظام المرور الموحد على مستوى الجنسين، وليس ملزما لأحد أن يشتري سيارة أو تقود زوجته أو ابنته سيارة بنفسها، فالمجال مفتوح للجميع، والدولة وضعت أمامنا الحرية في القيادة، وخصوصاً عند الضرورة لكثير من الأسر التي لديّهن بنات قادرات على القيادة، وليس عيبا أن يتعلم المرء من الآن، والحصول على رخصة القيادة وفق ما تصدره وزارة الداخلية من أمور تنظيمية، والحرص على سلامة المرأة وتوفير محطات الإصلاح والتعليم والمراقبة، وقد بارك كثير من بنات الوطن هذه الخطوة الموفقة، ونشكر قيادة هذا البلد فتح مجال التعليم والقيادة والحرص على تلبية حاجة الأسر السعودية التي تتطلب وجود سيارة تقودها إحدى بنات الأسر، ولي رسالة مهمة إلى أكاديميات التعليم والقيادة التي بدأت تعلن عن فتح باب التسجيل، مفادها أن تهتم بأصول القيادة وأنظمتها حتى لا تخرج المرأة كقائدة للسيارة إلا وقد تعلّمت أصول القيادة، والالتزام بأنظمة المرور حتى تسعد أفراد أسرتها، وتكون عونا لزوجها ولأبيها في قضاء مشوار الحياة، وخاصة في المدن الرئيسية والقيادة في موعدها وهو شهر شوال، مبروك لبناتنا وللوطن.