قالت مصادر إن الحزبين الكرديين الرئيسيين في إقليم كردستان العراق «الديمقراطي، والاتحاد الوطني»، يتجهان إلى التحالف مع ائتلاف القوى الوطنية العراقية بقيادة السنة، لإقامة إقليم فيدرالي موسع، لمواجهة أطماع إيران التوسعية في المنطقة.


حدود الإقليم


يبدأ من السليمانية مرورا بأربيل ودهوك ثم نينوى وصلاح الدين وحتى الأنبار


دوافعه


منع إيران من فرض نفوذها في العراق


قطع الطريق البري بين إيران وسورية


معالجة أضرار محاربة الإرهاب في المدن السنية


تجاوز تداعيات استفتاء انفصال إقليم كردستان

 






تشهد العاصمة العراقية، بغداد سجالاً واسعاً غير معتاد بين مختلف الأطراف السياسية الرئيسية حول تأجيل أو الإبقاء على موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في مايو المقبل، ففي حين يصر التحالف الوطني الشيعي الحاكم على إجراء الانتخابات في موعدها، يعارض السنة هذا الموعد، ويميل الأكراد أكثر لصالح الموقف السني.

وقالت مصادر، إن الحزبين الكرديين الرئيسيين في إقليم كردستان، وهما الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يتجهان لتقوية تقاربهما مع ائتلاف القوى الوطنية العراقية بقيادة السنة، مشيرة إلى أن الاتصالات بين الطرفين تقترب من إبرام تفاهم تاريخي بينهما يتخطى توحيد المواقف من مسألة موعد الانتخابات البرلمانية إلى البحث عن تحالف جيوستراتيجي يسمح بإقامة إقليم فدرالي موسع يمتد من مدينة السليمانية مرورا بأربيل ودهوك باتجاه محافظة نينوى نزولاً إلى محافظة صلاح الدين وحتى محافظة الأنبار، غرب العراق على الحدود مع سورية.

يأتي ذلك فيما تعتبر إيران، وهي الدولة الإقليمية التي تسعى لفرض نفوذها في العراق، إنشاء إقليم يوحد السنة والأكراد من أخطر السيناريوهات السياسية التي قد تظهر في المرحلة القادمة، لضرب المخطط الإيراني المعني بالتواصل البري بين إيران عبر العراق مع سورية، لاسيما أن الإقليم السني الكردي سيلقى دعما دوليا وعربيا.


قوة ضخمة


 قال نائب برلماني عن المجلس الأعلى، وهو طرف رئيسي في التحالف الوطني الحاكم في بغداد لـ«الوطن» إن إنشاء مثل هذا الإقليم الواسع هو أمر ممكن من الناحية الدستورية لأن خطوات إنشاء الأقاليم هو عملية سهلة تتطلب موافقة ثلث أعضاء مجلس المحافظة التي تروم الانضمام إلى إقليم أو إنشاءه، كما يحتاج الموضوع إلى موافقة عشر الناخبين بعد الاستفتاء على تأسيس إقليم.

 وأضاف النائب البرلماني، إنه «في حال نجح الأكراد والسنة في إنشاء إقليم إستراتيجي بينهما سيكون ذلك بمثابة قوة سياسية ضخمة في المشهد العراقي، وهو خيار قد يعوض ضعف مساهمة الطرفين في إدارة قرارات الحكومة المركزية في بغداد سيما أن مخاوف الجهتين تتزايد في مرحلة ما بعد هزيمة داعش، وبقاء نظام الأسد في سورية، وأيضاً التوقعات ما بعد الانتخابات البرلمانية، وسعي أطراف في التحالف الوطني إلى تشكيل حكومة غالبية سياسية لا حكومة وحدة وطنية ولا حكومة توافقات سياسية.

 


عوامل نجاح الإقليم


ترى أوساط سياسية في البرلمان العراقي أن إنشاء إقليم إستراتيجي كردي سني هو عملية سياسية معقدة، لكن عوامل نجاحه كثيرة، فالأكراد ربما يتوحدون بينهم على هذا المشروع السياسي، لأن حركة التغيير والجماعة الإسلامية الكردية، وهما قوتان معارضتان لحزب بارازاني ربما يتحمسان للمشروع، كما أن المشروع في رأي الأكراد قد يكون خيارا أفضل من خيار الانفصال الذي فرض تداعيات على إقليم كردستان.

 أما بالنسبة للمناطق السنية، فالعشائر في هذه المناطق والتي تضررت من حكم المتشددين في السنوات السابقة، ومن الحرب التي شنتها القوات العراقية لاستعادتها، هم من أبرز المتحمسين لإقليم إستراتيجي مع الأكراد، كما توجد قناعة لدى هذه العشائر بأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد يرى في وجود إقليم إستراتيجي كردي سني، خيارا لمحاربة الإرهاب والتطرف وحرمان الإرهابيين من أي حواضن في المستقبل، وبالتالي يعتقد زعماء العشائر السنية أن المجتمع الدولي سيتحمس أكثر لدعم بناء وإعمار المدن السنية التي شهدت دمارا كبيراً خلال حرب تحريرها من المتشددين.

 


ما بعد داعش


أوضح مسؤول بارز في حزب بارازاني لـ«الوطن» إن الأكراد يحاولون تجاوز تداعيات الاستفتاء حول انفصال إقليم كردستان عن العراق وقيام دولة كردية مستقلة والذي جرى في سبتمبر الماضي إلى البحث عن خيارات أكثر نضجاً من بينها إنشاء ما يسمى إقليم إستراتيجي يمتد من السليمانية ويتجه إلى أعلى أقصى الشمال العراقي، ويستدير إلى الأنبار غرباً على طول الحدود العراقية مع ثلاثة دول هي الأردن وسورية والسعودية، مضيفاً أن السنة في مرحلة ما بعد هزيمة تنظيم داعش أصبحوا مشتتين ومنهكين ولا يمكنهم إيجاد ثقل لهم في الانتخابات المقبلة، كما أن الأكراد يتعرضون لعقوبات اقتصادية، قد تستمر إلى ما بعد الانتخابات، كما يواجهون في شمال العراق أعمالاً من إيران وحلفائها لتقسيم المكون الكردي سيما أن النظام الإيراني يعتقد بأن أربيل ربما أسهمت في تأجيج احتجاجات الإيرانيين، وهناك رغبة قوية لدى نظام علي خامنئي في الانتقام من أكراد العراق.

 


إقليم إستراتيجي كردي سني


حدوده من السليمانية مرورا بأربيل ودهوك ثم نينوى وصلاح الدين وحتى الأنبار على حدود سورية والأردن والسعودية.


داوفعه


01

إحباط التواصل البري بين إيران وسورية عبر العراق

 


02

تجاوز تداعيات المدن السنية بسبب الحرب على الإرهاب

 


03

تجاوز تداعيات إقليم كردستان بعد استفتاء الانفصال

 


04

مواجهة سيناريو تشكيل حكومة غالبية سياسية في بغداد