كاد الفيحاء أن يكتب التاريخ من أوسع أبوابه ويدلف إلى نصف نهائي مسابقة كأس الملك على طريقة جاره الباطن، لكن شكيمة عراب كأس الملك الأهلي أزاحه بالكاد في محطة الثمانية، في مشهد أكد صلابة نجوم فرسان القلعة الخضراء، فصول متعددة شهدها سباق مسابقة الكأس منذ الوهلة الأولى، البداية بخروج بطل الموسم الماضي الهلال المنهك من الخروج الآسيوي والإصابات على يد قادسية الخبر، ثم جاء إقصاء النصر من نظيره الباطن بصاروخ برازيلي.

 اللافت أن قطبي الغربية الاتحاد والأهلي كانا حاضرين في المشهد ولم يستسلما للظروف وقلبا المعادلة لمصلحتهما، وتحديداً الأخير الذي قهر كل العثرات وخرج من عمق الزجاجة، رغم غياب 11 عنصراً أساسياً منهم 8 بالمنتخب، فضلاً عن إيقاف فلاديمير وسعيد المولد علاوة على إصابة السومة، وبالتالي لم تستفد الفرقة الخضراء من ميزة الزج بالأسماء الأجنبية الـ7، وإذا كان فريق يستحق الإشادة من المتنافسين في دور الثمانية، فإنه الأهلي الذي قاتل بكل أسلحته البديلة، وكان الاحتياطي على قدر الثقة، وأكد صالح العمري أنه مهاجم مختلف متى ما منح الفرصة، أيضاً عبدالفتاح عسيري الغائب الحاضر، هو الآخر تألق في ترجمة اللمسة الأخيرة، وما فعله الثنائي أشعر المراقب بأنه يمكن إيجاد بديلي السومة ومهند، فتحية لشباب الأهلي الذين شاركوا لأول مرة في أخطر مفصل بالموسم، وألف تحية للحارس العطالله الغائب عن المشهد، لكنه أثبت أنه أحد أضلاع مثلث الإبداع، ويستحق أن يكون بطل الفصل الأخير في عراك المجمعة بعد أن تصدى لضربات الترجيح بكل ثقة، وكأنه يبعث رسالة (إذا نجم منا خلا تجلى آخر)، عموماً الأهلي أثبت أنه بمن حضر بقيادة إدارته الحكيمة، ويقيني لو وصل قلعة الكؤوس للنهائي فالكأس سيعود مجدداً للأدراج الخضراء، لأنه يملك العتاد والعدة التي تميزه عن البقية.