عقب مرور 3 أشهر على دخول القوات التركية مدينة إدلب السورية، إثر الاتفاق الثلاثي مع روسيا وإيران على خفض التوتر في الشمال السوري، نفذت وحدات عسكرية من الجيش التركي، أول من أمس، قصفا مدفعيا استهدف مواقع للميليشيات الكردية في مدينة عفرين بريف حلب شمالي سورية، وذلك عقب أسابيع من التدفق التركي العسكري، وبناء مراكز صحية، وتهديد أنقرة بقصف تحركات الأكراد في الشمال السوري.

وصرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مؤخرا، بأن التوغل العسكري التركي في إدلب يستهدف القضاء على القوات الكردية المسلحة التي تسيطر على منطقة عفرين المجاورة، قبل أن تؤكد وحدات حماية الشعب الكردية أن المدفعية التركية أطلقت قذائف على عفرين، دون وقوع إصابات، واستهدفت مواقع استراتيجية في المنطقة. وتوعد إردوغان جميع العناصر الكردية بالملاحقة والتدمير في حال لم يسلموا أنفسهم، مشددا على أن العملية العسكرية لبلاده تستهدف تدمير الحزام الإرهابي الذي تريد الميليشيات الكردية تشكيله في الشمال السوري.


تمدد الأكراد

كشف مراقبون للشأن السوري، أن التحرك التركي، يأتي في ضوء التمدد الميداني والنفوذ العسكري المتعاظم لوحدات حماية الشعب الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي «ب ي د»، في محافظات كل من حلب ودير الزور والحسكة والرقة، والتي باتت تسيطر على مساحة تتجاوز 65 % من الشريط الحدودي بين سورية وتركيا، البالغ 911 كيلومترا، في وقت ساعد التسليح الأميركي الكبير للميليشيات الكردية في إطار الحرب على داعش بسورية، في تعاظم هذا النفوذ.

وكانت أنقرة قد أعربت عن امتعاضها من تقدم قوات النظام السوري في محافظة إدلب بدعم روسي إيراني، في خطوة رآها محللون أنها قد تضعف اتفاق خفض التصعيد المتمخض عن الدول الثلاث -روسيا تركيا وإيران-، وتهدد شرعية مؤتمر الحوار الوطني السوري المرتقب في مدينة سوتشي الروسية أواخر الشهر الجاري.

وشرعت أنقرة في عملية عسكرية عام 2016 باسم «درع الفرات» في الشمال السوري، لطرد عناصر تنظيم داعش من الحدود، وإقامة منطقة عازلة بين الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد، فيما يتوقع أن تستهدف العملية الحالية في إدلب الجناح الغربي للممر الكردي.

 


تحركات دبلوماسية

شهدت الأيام القليلة الماضية، تحركات دبلوماسية واسعة النطاق، تمثلت بتكثيف الاتصالات بين الرئيسين الروسي والتركي، لبحث وقف هجمات قوات النظام على إدلب والغوطة الشرقية. وكانت مصادر في الرئاسة التركية؛ أكدت أن إردوغان أبلغ نظيره الروسي بوتين، بضرورة وقف هجمات النظام السوري على محافظة إدلب والغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، لضمان نجاح قمة «سوتشي» وعملية آستانة.

وتشير تقارير إلى أن التقدم العسكري للنظام السوري بدعم روسيا وإيران في إدلب والمحافظات المتبقية تحت سيطرة المعارضة المسلحة، يهدف إلى اغتنام الوقت قبل مؤتمر الحوار السوري، وفرض سياسة الأمر الواقع في المفاوضات مع المعارضة.