أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، أن مقاتلات قطرية اعترضت طائرتين مدنيتين تابعتين لدولة الإمارات العربية المتحدة، كانتا في طريقهما إلى العاصمة البحرينية المنامة.

ونقلت الوكالة الإخبارية الرسمية الإماراتية، عن هيئة الطيران المدني الإماراتي، قولها إنه خلال رحلة اعتيادية إلى المنامة، اعترضت مقاتلات قطرية طائرتين مدنيتين تابعتين للإمارات، خلال تحليقهما في المسارات المعتادة، واصفة هذا الإجراء بأنه يمثل تهديدا سافرا وخطيرا لسلامة الطيران المدني، وخرقا واضحا للقوانين والاتفاقيات الدولية. وأوضحت الهيئة أن الرحلتين كانتا مستوفيتين جميع الموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دوليا.



إدانة بحرينية

من جانبها، دانت مملكة البحرين بشدة، أمس، اعتراض المقاتلات القطرية الطائرتين المدنيتين الإماراتيتين. ووصفت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان، هذا الحادث بأنه خرق واضح للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة.

وأكدت الخارجية أن هذا السلوك العدائي المرفوض من قِبل قطر تجاه الطائرات المدنية، بات متكررا في الفترة الأخيرة، ويعرّض سلامة الطيران المدني للخطر، ويحمل تهديدا على حياة المدنيين.

تصرفات غير مسؤولة

يأتي ذلك، فيما استنكر نشطاء وباحثون خليجيون الإجراء القطري المتعمد تجاه الطائرات المدنية الإماراتية، متهمين الدوحة بالعمل على جرّ المنطقة إلى المواجهة العسكرية.

واتهم الخبراء النظام القطري بمحاولة إخراج الأزمة الخليجية عن مسارها الإعلامي والاقتصادي والسياسي، معتبرين هذه الخطوة أنها غير مسؤولة ومدانة بشدة.

من جانبه، أكد الكاتب في شؤون الطيران علي الخطيب لـ»الوطن»، أن تهديد المدنيين يعد أمرا خطيرا، مشيرا إلى أن أجواء قطر صغيرة جدا، ويمكن قطعها في 8 دقائق بحد أقصى.

وأبان الخطيب أن الأجواء القطرية لا يتجاوز ارتفاعها من قاع الأراضي القطرية حدود الـ25 ألف قدم، لافتا إلى أن الطيران على ارتفاع أكثر من ذلك لا يعد اختراقا للأجواء القطرية حتى لو كانت الطائرة تمر فوق الأراضي القطرية، كون الارتفاع هو الذي يحكم الأمر.

إجراءات دولية

ألمح الخطيب إلى أن الإجراءات المتبعة في حال تم اختراق أجواء أي دولة، تكون بمخاطبة الطائرة عبر موجة خاصة بالطوارئ، ثم إذا لم تتجاوب الطائرة يتم إرسال طائرة عسكرية للتأكد من هويتها وحالة قائديها، وإذا تمادت الطائرة ودخلت منطقة محظورة يتم إنزالها جبريا، وفي بعض الدول قد يتم تحطيم الطائرة.

وأضاف «إن الطائرات المدنية التي تنقل المدنيين تكون ذات حساسية عالية، مستبعدا أن تكون الطائرتان الإماراتيتان قد تجاوزتا الحدود المسموح بها، كون كثرة الرحلات بين المنامة ومطارات الإمارات أكسبت الطيارين الخبرة للتعامل مع الأجواء القطرية».