أعلن وزير الدفاع التركي، نور الدين جانيكلي أمس، أن عملية تركيا في منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في سورية بدأت فعليا، فيما أشارت مصادر إلى أن الجيش التركي فتح 12 ثغرةً في الجدار الفاصل بين الحدود ومنطقة عفرين شمال حلب.  يأتي ذلك وسط تصاعد الخلافات بين أنقرة وواشنطن حول دعم الولايات المتحدة لقوة كردية في الشمال السوري،، فيما أعلن الجيش التركي أن رئيس الأركان ورئيس الاستخبارات توجها إلى روسيا لمباحثات بشأن الوضع في سورية.

وفيما تعتبر تركيا الجماعة المسلحة السورية الكردية، التي تسيطر على عفرين ومناطق أخرى على الحدود امتداداً لمتمردين أكراد، يقاتلون تركيا وتريد منعهم من إقامة ممر كردي بطول الجبهة، قال مراقبون إن عملية عفرين ستواجه عقدة التوافقات الدولية لاسيما بعد أن قالت قوات التحالف الدولي إنها تعمل مع ما يسمى «قوات سورية الديمقراطية» لتشكيل قوة حدودية جديدة شمالي سورية قوامها 30 ألف فرد.



 4 سيناريوهات

بحسب خبراء عسكربين فإن عملية  عفرين ستكون محددة الأهداف والمواقع، وعلى الأرجح لن تشمل الدخول إلى عمق عفرين أو السيطرة العسكرية الشاملة على المنطقة، وذلك في الوقت الحالي على الأقل، وبناء عليه هناك أربعة سيناريوهات لشكل التدخل العسكري التركي، وهي:

1. الاكتفاء بالسيطرة على المدن والبلدات التي استولت عليها وحدات حماية الشعب والمرأة الكردية في فبراير 2016، بدعم من سلاح الجو الروسي، وعددها 60 بلدة وقرية ومزرعة في ريف حلب الشمالي.

 2. عزل عفرين عن قوات النظام السوري بعد فتح ممر بين جنديرس وتل رفعت، لقطع الإمداد عن الوحدات الكردية، ويعتبر هذا السيناريو ورقة ضغط من وجهة نظر تركيا، يُمكن استخدامها لاحقاً في المفاوضات مع الأطراف الدولية.

 3. إنشاء حزام أمني بعمق يتراوح ما بين 5 إلى 10 كم بين الحدود التركية والسورية من جهة منطقة عفرين، وهذا يعني فتح ممر أيضاً بين غرب وشرق حلب يحاذي الحدود التركية.

 4. فرض حصار كامل على عفرين بعد قطع طرق الإمداد عنها بالتقدم من جهة الحدود بضعة كيلومترات، ووصل تل رفعت بناحية جنديرس.

عملية جراحية

ذهب محللون سكريون إلى أن عملية عفرين «جراحية» أكثر مما هي معركة حامية الوطيس، نظراً للكثافة البشرية في المدينة وطبيعتها الجغرافية، كما أن عفرين تعتبر مطوقة أصلاً منذ أن أنشأت تركيا نقاط مراقبة في القسم الجنوبي منها، والذي يعدّ نقطة تقاطع ما بين إدلب وعفرين.

يذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، توعد في وقت سابق بأن بلاده «ستدمر قريباً أوكار الأكراد في سورية، بدءاً من مدينتي عفرين ومنبج، بالريف الشمالي لمحافظة حلب..