الشام «سورية» أرض الخيرات والعلم والرجال، قدَّر الله تعالى أن تكون مصدر القلاقل والانقلابات عليها، ومن حولها فتن متلاطمة.. ما كادت تتخلص من الانتداب (الفرنسي) حتى احتملت الشيء الكثير من المظاهرات وتدخل العسكر بحكم الطائفة (العلوية) بطاغيتيها (حافظ الأسد) وابنه (بشار) سال الدم غزيرا بـ(حماة) ومئات المدن والقرى (السورية)، قُتل وتشرد الملايين من الرجال والنساء والأطفال بشتى بقاع الأرض، خسروا السكن والأرض، ينطبق عليها قول الله تعالى (يُخرِبون بيوتهم بأيديهم)، تسلط عليهم حاكم ظالم جائر استعان بـ(الروس) وجدوا فيه ضالتهم لتحقيق أمنيتهم الوصول للمياه الدافئة باحتلال (طرطوس وحميميم) وغيرهما من القواعد.. استهدفوا بطائراتهم وبراميل حليفهم كل ما استطاعوا القضاء عليه.. وقفوا سدا منيعا ضد إرادة السلام وقرارات (مجلس الأمن) بـ(الفيتو)، ظلت المعركة مستمرة بين المواطنين شبه العُزَّل من السلاح، والقوى الطاغية الباغية (العلوية والروسية) تصب شواظها على المظلومين ليل نهار دون رأفة ولا رحمة. المصيبة الأخرى أن بعض الجمهوريات العربية المجاورة بالعدوى تسفك دماء شعوبها تدمر بلادها كما نرى (ليبيا واليمن) وقبلهما (العراق).

أليس فيهم رجل رشيد؟ ينقذ الموقف ويدعو للصواب..عقلاء وحكماء (الجامعة العربية) وغيرهما من مؤسسات حقوق الإنسان؟! تضع حدا للاقتتال العربي المسلم، أُحرق الحرث والنسل دون فائدة تُذكر.. بل الوبال وسوء المآل أكثرهم انجرف مطية للتآمر الفارسي الحاقد يمد أياديه القذرة لتقويض مجد العرب المسلمين الأقحاح، والاستيلاء على منجزاتهم وتمزيقهم شر ممزق.. أصبح هؤلاء مضرب المثل بالحمق والسفاهة، يخوضون معركة فاشلة ضد أنفسهم وبلادهم، لا أرضاً حرروا، ولا عدوّاً دحروا، ولا جُهداً أبقوا.