في الوقت الذي تواصل أنقرة التأكيد أن العملية العسكرية في عفرين السورية مستمرة حتى تحقيق أهدافها، بدأت العلاقات التركية الأميركية تعود إلى البرود والتوتر نوعا ما، وذلك في أعقاب عدم تجاوب واشنطن بشكل فعال مع معركة عفرين، في حين تفاقمت هذه التوترات مع الخطوات التي أقدمت عليها واشنطن قبل المعركة، عبر دعم «وحدات حماية الشعب الكردية» الذراع السورية لمنظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد توعد «بتطهير» منبج التي تبعد نحو مئة كيلومتر إلى الشرق من عفرين والوصول إلى الحدود العراقية، فيما قال نائب رئيس وزراء تركيا بكر بوزداغ، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن «تكف عن دعم القوات الكردية إذا أرادت تجنب مواجهة محتملة مع تركيا في سورية».



تخفيف حدة الاعتراض

أشارت مصادر مقربة من الحكومة التركية، إلى أن أنقرة كانت قد لوحت في وقت سابق بورقة القاعدتين «أنجرليك» و«كورجيك» أمام واشنطن، مما دفع الأخيرة إلى القبول بالتحرك العسكري التركي في عفرين وتخفيف حدة الاعتراض عليه.

وطبقا لتقارير مطلعة، فإن واشنطن لها النصيب الأكبر في قاعدة «إنجرليك» التركية، حيث يبلغ عدد جنودها فيها نحو 2500 جندي، فيما تأتي أهمية قاعدة «كوجيجك» كونها نقطة تمركز نظام الرادار العسكري الأميركي. وكانت أنقرة قد اتخذت قرارا بإغلاق القواعد التركية بوجه القوات المسلحة الأميركية عام 1970، احتجاجا على العقوبات الأميركية المفروضة عليها، قبل أن تعيد فتحها بعد 8 سنوات، الأمر الذي يشير إلى أن قرار إغلاق القواعد العسكرية التركية أو فتحها يعود إلى السلطات التركية.



اتفاقيات مع موسكو

كان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قد أكد مؤخرا أن نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، اقترح عليه خلال لقائه به في العاصمة الفرنسية باريس إنشاء خط أمني بامتداد 30 كيلومترا في سورية. وطبقا لتقارير إعلامية تركية، صرح أوغلو بأن تركيا كانت تفكر بالخط الأمني بامتداد 10 كيلومترات، ولم يرد على المقترح الأميركي بشكل مؤكد.

يأتي ذلك، في وقت فجر رئيس الأركان التركي السابق، آلكر باشبوغ، في تصريحات صحفية، وجود اتفاقيات سرية بين موسكو وواشنطن بشأن سورية. وقال باشبوغ «إن الاتفاقية تنص على بقاء غرب الفرات تحت سيطرة النظام السوري وروسيا، فيما تتحول السيطرة على شرق الفرات إلى الولايات المتحدة والميليشيات الكردية».



الحوار الوطني

قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، ليست لديه أي خطط في الوقت الراهن لحضور مؤتمر السلام السوري الذي سيعقد في مدينة سوتشي الروسية.

وقال بيسكوف، إن المؤتمر الذي تستضيفه روسيا الأسبوع المقبل لن يسفر عن حل سياسي حاسم للأزمة السورية.

وفي فيينا تتواصل المحادثات غير المباشرة التي يجريها المبعوث الدولي إلى سورية مع وفدي الحكومة السورية والمعارضة، ومن المتوقع أن يجتمع الجمعة مع الوفدين أيضا بشكل منفصل.

ويترقب أن يعلن وفد المعارضة موقفه من المشاركة في مؤتمر سوتشي الذي سينعقد بعد أيام، والذي احتل الحديث عنه معظم اللقاءات في فيينا.