القمة العربية التاسعة والعشرون والتي عقدت أمس في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في مدينة الظهران، حيث صناعة النفط العالمية وقلب السعودية الاقتصادي النابض، ستمثل الدول الاثنين والعشرين الأعضاء في الجامعة العربية في هذه القمة، وقد أعلن وزير الخارجية الحاذق عادل الجبير استضافة السعودية للقمة التاسعة والعشرين، وذلك بناء على طلب الدولة الصديقة الإمارات العربية المتحدة، حيث كان من المقرر أن تعقد القمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنها اعتذرت، ولا أحتاج أن أقول إننا والإمارات قيادة وشعبا على قلب رجل واحد، الرقم 29 ليس رقم القمة العربية فهو كذلك تقريبا المدة التي قبعنا فيها تحت غثاء الصحوة وأساليبها المتهالكة، وهو كذلك يوم سقطت إمارة جبل شمر في 29 صفر 1340 على يد قوات عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود النجدية، الذي بدوره أنهى بعد عدة مناوشات مع قوات آل رشيد حكم أسرة آل رشيد في حائل والجزيرة العربية، وتلاها إعلان قيام سلطنة نجد وهو كذلك نراه في تاريخ معركة السبلة ضد الإخوان 1929، وهم لا يشابهون الإخوان الحاليين إلا بالاسم، وكذلك معركة نقير ضد الإخوان 1929 وقد تم القضاء تماما على تمرد الإخوان سابقا والإخوان الحاليين في الطريق نحو الدحر مثل أشقائهم، وأخيرا قرارات ملك الحزم، ففي يوم 29 يناير 2015 في هذا اليوم عين ولي عهدنا الشاب يومها وليا لولي العهد.

تأتي هذه القمة العربية في توقيت حساس على كافة الأصعدة تلعب فيه السعودية دور قيادة المنطقة لضبط الأوضاع، والاستقرار لما فيه صالح الجميع، إنه من المتعب فعلا أن تكون الأخ الكبير لجميع الدول العربية ناهيك عن أن تكون رمانة ميزان المنطقة، تضع الحدود وتقف بوجه من يخرجون عن القانون ويهددون مصالح المنطقة العربية جمعاء، إنه من الصعب أن تكون الصوت العاقل في محيط مزعج مليء بمنابر الإرهابيين وخطبائهم، ليس كل من اعتلى منبرا أصبح رجلا صالحا، تذكرت رئيس دولة إخواني سقط من على ظهر الحصان، فليس كل من اعتلى الحصان فارسا كذلك! رغم كل هذه الأجواء المتوترة فإن الرياض صامدة ومستمرة في نهجها السلمي، وترسم خريطة المستقبل للمنطقة وتسعى عبر مشروعها التنويري لإنارة ظلام الدول العربية، ففي هذه الدول طاقات كثيرة جدا ومتى ما اجتمعت وتوحدت أهدافها أصبحنا قوة لا تقهر ولنبدأ بالاتحاد الخليجي، والذي هو ضرورة تفرضها الظروف، في المقابل قوى الظلام إيران والإخوان والجماعات المتطرفة الأخرى كداعش وحماس والقاعدة، هم مثلث الشر ويسعون إلى مزيد من الظلام والحروب وكله باسم الله!

الشعوب تشبعت ممن يستغل الدين في غير موضعه، فهؤلاء الإخوان وإيران والجماعات المتطرفة الأخرى المجرمون كحماس، التي لو علمت الأطفال بدل رمي الحجارة ابتعاثهم من التبرعات السخية التي تصلهم من حكومة محور الخير حكومتنا المستنيرة، ومن شعبنا الطيب الأصيل، ومن بقية الشعوب العربية وحكوماتها لتم تغيير مسار هذه «القضية.

الرياض ماضية في مشروعها التنويري الاقتصادي والاجتماعي على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، ولن يثنيها مثلث الشر فهذا المثلث أضلاعه متفككة، والرياض تعمل مع حلفائها المخلصين على تفكيك قوى الظلام، والنصر دائما حليف من لم يسقط من على ظهر الحصان قط!