محدودية الأسماء المتاحة للأندية التي فرضتها اللائحة الجديدة في قوائم أندية الدوري السعودي للمحترفين، قد تسهم في إزاحة مواهب يطلق عليها نجوم، وآخرين ينظر إليهم بعين العافية، عطفا على عطائهم المتوقد.

تقليص الأعداد وإلغاء الدوري الأولمبي، سيعصفان بمواهب كان لها حضور مع ركب المقدمة في سباق الكبار، وستضطر إلى البحث عن واجهة جديدة في ظل وجود 7 أجانب وثنائي من المواليد، والأكيد أن تراكم الأسماء في الأندية، كما كنا نشاهد في زمن مضى، أسهم في قتل مواهب كان لها شأن لو منحت فرصة اللعب لفريق آخر، لكن غياب الإيثار والميل إلى رغبة التكديس في الكشوف، حتى لو كان على حساب مصلحة الكرة السعودية، أضاع فرصة بروز أكثر من موهبة.

صحيح أن هناك أندية أعارت كثيرا من لاعبيها إلى فرق أخرى، لكن سرعان ما عادت موجة التراكم بعد انتهاء فترة انتقالها، ولا نغفل عدم جرأة بعض اللاعبين في التجديد والاكتفاء بالإطلال من نافذة واحدة، منطلقا من قاعدة ما دام العقد ساريا لا يهم أن أشارك أساسيا، والأهم ما يتم ادخاره في نهاية كل شهر.

وأمام هذا الفكر القاصر، أصبحت القوى جاثمة في اتجاه واحد، وماتت مواهب يانعة وهي واقفة تحت ركام المادة، لكن النظام الجديد سلخ كل هذه الأشياء، وأصبحت الأندية مجبرة لا مخيّرة في التفريط، واللاعب المقتدر بإمكانه المشاركة، لأن المساحة باتت متسعة بعد اختزال مقاعد الجلوس.

ثمة جانب آخر، هناك أندية تقارع في الدرجة الثانية والأولى، سيطولها الرخاء لاستقطاب النجوم، الأمر الذي يعطي مؤشرا في توازن القوى، لأن المقتدرين سيتناثرون في اتجاهات مختلفة، بعد أن سلخ الاحتكار، والمجال رحب لاستقطاب الأفضل القادر على تسجيل الحضور داخل المستطيل الأخضر، ويقيني أن بعض الفرق التي تحمل تاريخا عتيدا، ستجد أدوات تعيدها إلى الواجهة، ومقارعة الكبار كما كنا نشاهدها في السابق، بعد أن تحولت المعادلة، وأصبحت بوابات الكبار تخرج الأسماء الواعدة.