الصديق العزيز أحمد العرفج شخص أعرفه منذ فترة بسيطة، وبيني وبينه أصدقاء مشتركون أعزاء جدا، تم تعيينه مؤخرا ليكون عضوا في مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، باركت له الثقة الملكية الغالية التي هي في محلها لاشك، اشتركت كما اشترك غيري كثيرون في خدمة العرفج الواتسابية يرسل فيها يومياته المثيرة جدا، والحق رغم الاشتراك فلا يعني ذلك أني أتابع كل خبر بالنشرة اليومية، الحق أنني لم أقرأ كل رسائله، فكثافة الرسائل من جميع القروبات تمنعني من ذلك.

مؤخرا تم إنشاء فرع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بنجران، وأرسل الدكتور أحمد العرفج فيديو ومعه رئيس مركز أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالعزيز السبيل، يعلقان على افتتاح المركز، شاهدت الفيديو علقت عليه بالواتساب قائلا أقترح عليكم بالمركز تبني فكرة مناهج تحض على التعايش والحوار مع الآخر المختلف في التعليم العام، كان ردة فعل العرفج انفعالية «عرفجية»! فقد كتب هذا تم قبل أشهر -يبدو أنه لم يحدث على أرض الواقع وإلا سمعت عن المنهج- يبدو أنك لا تتابع، قلت أنا بالفعل غير متابع، وأردفها برسالة صوتية ما دام أنك بأميركا خلك في أميركا -أنا مبتعث في أميركا بالمناسبة- فهذا ليس عذرا، وأكمل وقال عدم متابعتك واقتراحك كأنك تسخر من المركز، ويكمل الناس لديها شهوة اقتراحات وكأن الاقتراح بحد ذاته سلبي!

صدمت حقيقة بالرد النرجسي وكان يخلو تماما من أي حوار وطني أو حتى عابر، كان ردي عليه حاشا لله يا دكتور أن أسخر من جهودكم، وشهوة الاقتراحات أجدى من شهوة الصمت، وأنت أيها العرفج إنسان إيجابي، ودائما ما تقترح فكيف أنت الآن تمنعني من الاقتراح، ربما لأنني لست عرفجيا! على كل حال ورغم أنني لم أفهم ما حدث فقد اعتذرت منه قبل أن يتخذ الموقف حدة أكثر من اللازم، وبعد كل هذا يرسل رسالة صوتية أخرى يبرر فيها موقفه الحاد، بل حتى إن تشجيعي لفريق الاتحاد لم يشفع لي!

الحقيقة أن الموقف كله لم يستدع كل هذه الجلبة، على كل حال أتوقف عند هذا الحد، وأتحدث عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ما يبذلونه من جهود ملفتة للاهتمام، لكن منذ إنشاء المركز حتى الآن لم نر له آثارا يمكن قياسها، وقياس أداء الجهات الحكومية أمر لا بد منه لمعرفة أدائهم وأهدافهم، وهل حققوها أم لا؟، السؤال الصعب هل يمكن قياس أثر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على المتحدثين السعوديين في تويتر مثلا؟ فما زالوا لا يملكون ثقافة الحوار.

أعلم تماما أن تغيير الثقافة العامة أمر صعب، وتأصيل ثقافة الحوار يحتاج سنين طويلة وإستراتيجية بعيدة المدى، لكن ما تلك الإستراتيجية وما تلك الطرق؟ صدق المفكر عبدالله القصيمي عندما قال العرب ظاهرة صوتية فهناك أمثال كثيرة على ذلك.