من الحقائق التي لا شك فيها أن الصحوة استخدمت أنجح الوسائل لنشر عقيدتها بين الناس، وهي المناهج والمساجد والكاسيتات والصحف والتلفزيون والرحلات البرية، ونجحت بالتالي في زراعة مفاهيمها الدينية المتشددة في صدور معظم الناس.. فساد الظلام في المدارس والبيوت والوزارات والمساجد والمجالس، وغاب الحب، وسيطر فكر الصحوة بشكل قوي حتى صار أفراد الأسرة الواحدة رقباء على بعضهم يسارع بعضهم إلى اتهام الآخرين بالكفر، وصار لديهم الاستعداد لقتل أقرب الناس إليهم.

وكما بشرنا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بأن الله يبعث لنا مجددا على رأس كل مئة سنة، فقد اختار لنا في هذا الظلام الدامس من يعمل على محوه وينشر الاعتدال والوسطية في بلاد الحرمين، اختار لنا المولى -عز وجل- سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لكي يحررنا من الغلو وتحريم المباحات بالحيل الشرعية، ويقرر مواجهة الصحوة بشكل صريح حينما قال حفظه الله: «إن 70% من الشعب السعودي أقل من 30 سنة، وبكل صراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار مدمرة، سندمرها اليوم وفورا.. نريد أن نعيش حياة طبيعية، حياة تترجم ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا (الطيبة)».

كان رأي سموه في الصحوة صدمة كبيرة لها لم تر مثيلا له من قبل، وأحست أن نهايتها قريبة، فانتهزت فرصة ظهور مسؤولة في معرض ومنتدى دولي فرصة ذهبية للصحوة لمعارضة أي محاولة للمرأة حينما لا تلتزم بمفاهيم الصحوة الدينية المتطرفة التي تحرم على المرأة كشف وجهها، وتفرض عليها قيودا كثيرة تجعل حياتها سجنا وعبودية، وتجعل المرأة ملكاً من أملاك الرجل وكائنا يستخدمها للاستمتاع بها، فأطلقت الصحوة على المسؤولة المحترمة مجموعة من أتباعها الذئاب تهاجمها في دينها وأخلاقها، وهو الأمر الذي يستدعي أن ترفع قضايا على كل من أساء إلى سمعتها..

لم تيأس الصحوة، وواصلت اختبار عزيمتنا على تدمير الفكر الديني المتطرف الذي ترعاه الصحوة حتى اليوم دون يأس، لأن هناك من يحاول رفع روحها المعنوية وتحريضها للعودة إلى ميدان العمل.

وإحياء لروح الصحوة بدعم وتشجيع من قادتها الجالسين خلف الكواليس قامت معلمة في مدرسة ابتدائية بتأليف مسرحية خطيرة من مشهد واحد يرتدي فيها مجموعة من بنات المدرسة عباءات سوداء وتغطي وجهها بقماش سميك.. يحمل البنات الصغيرات في تلك المسرحية التي لها أهداف متعددة، وهو الاعتراض على محاربة التطرف الديني، وأعلنت المسرحية اعتراضها على حرية النساء في اختيار رأي من الآراء الفقهية المتعددة كتابة على لوحة كبيرة بعبارة: «حجابي تاج رأسي»، وترديد بعض الجمل التي تنادي بها الصحوة الكذابة.

تحتاج هذه المسرحية للمعلمة إلى تحقيق شامل وبحث دقيق عن المحرض والمنفذ والمؤيد ومديرة المدرسة وكل معلمة أيدت المسرحية الخطيرة في أهدافها، وأن تكون المعالجة والعقوبة بشكل يطهر التعليم من ذيول الصحوة، وهو الأمر الذي يستدعي وضع إستراتيجية وطنية للقضاء على الصحوة المزعومة في بلادنا.