انطلق برنامج جودة الحياة 2020 كأحد البرامج التنفيذية المهمة المرتبطة بتحقيق محاور رؤية 2030، وذلك استكمالاً لما تم إطلاقه مسبقاً من برامج ذات صلة بتمكين تطلعات الرؤية وإستراتيجيتها المستهدفة من التحقق، والترجمة لواقع يعيشه الوطن والمواطنون، وبما يسهم في تعزيز ركائز القوة الوطنية والموارد الاقتصادية والبشرية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية، فيأتي برنامج جودة الحياة 2020 لتكون المملكة أكثر ازدهاراً ونماء وليكون المجتمع السعودي أكثر حيوية وعطاء.

 وإنّ تَشارُك القطاعات المختلفة في بلورة البرنامج بجميع تطلعاته ومجالاته في إطار ما تم رصده من ميزانية؛ ليؤكد أن التنمية شاملة ومستدامة، وتحتوي في إطارها مختلف فئات المجتمع وتسعى نحو تحقيق تطلعات المواطنين وتأمين رخائهم ورفاهيتهم المأمولة؛ من خلال الازدهار الاقتصادي والفرص المتاحة وظيفياً واجتماعياً وثقافياً، ويشمل ذلك ما تضمنه البرنامج من الاستثمارات المباشرة لمشاريع مختلفة، ومحتوى تنموي يستهدف مشاركة المجتمع بجميع شرائحه في نشاطات وبرامج متنوعة تسعى لتحسين نوعية الحياة بنمطها العام، وما يتطلبه ذلك من تحسين البنية التحتية والتطوير لكافة القطاعات المعنية برفاهية المواطنين ورخائهم، وقد تبنى البرنامج «220 مبادرة» يسعى لتحقيقها حتى العام 2020، وذلك من خلال النفقات الحكومية الرأسمالية والاستثمارات المتاحة للقطاع الخاص، بما يسهم في نمو الناتج الإجمالي المحلي غير النفطي بنسبة 20% سنوياً حتى العام 2020، بالإضافة إلى مساهمة المحتوى المحلي للقطاعات الأخرى بنسبة 67% حتى العام 2020، ويتمثل الطموح الأسمى لبرنامج جودة الحياة 2020 في إدراج ثلاث مدن سعودية على الأقل ضمن قائمة أفضل 100 مدينة للعيش في العالم مع حلول عام 2030.

 وقد استند برنامج جودة الحياة 2020، في تحقيقه إلى مرتكزات رئيسة يقوم عليها تنفيذ البرنامج كأساسيات داعمة وممكنة لبلورته وترجمته إلى مبادرات تضمنها البرنامج وذلك من خلال:

-تطوير بنى تحتية قوية في مدن المملكة.

-تأمين خدمات شاملة للسكان لتلبية احتياجاتهم المعيشية.

-توفير إطار اجتماعي يمُكّن تفاعل المواطنين والمقيمين.

-توفير بنية تحتية شاملة تخدم نمط الحياة.

-توفير خيارات ذات جودة عالية ومتنوعة لنمط الحياة.

-تحفيز الناس على التفاعل وضمان مشاركتهم من خلال أنشطة وفعاليات خاصة بنمط الحياة والمجتمع كافة.

-تحديد الإطار التنظيمي المطلوب لتمكين جودة الحياة في كافة الفئات.

-بناء آليات للتمويل تشمل نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والحوافز والاستثمارات العامة لتسهيل مشاركة القطاع الخاص.

-التواصل مع جميع أصحاب المصلحة من المواطنين والقطاع الخاص وغيرهم لعرض التقدم الذي أحرزه البرنامج في جميع جوانبه.

 وقد استهدف البرنامج في طموحاته وتطلعاته أربع جوانب رئيسة تبرز اهتمام البرنامج برفاهية المواطن ورخائه صحياً وفكرياً وثقافياً، بما يعزز من عطائه ومساهمته الوطنية، ويزيد من انتمائه ومشاركاته الإقليمية والعالمية، وتتحدد هذه الأهداف في:

-تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع.

-تحقيق التميز في عدة رياضات إقليمياً وعالمياً.

-تطوير وتنويع فرص الترفيه لتلبية احتياجات السكان.

-تنمية المساهمة السعودية في الفنون والثقافة.

 وبالوقوف على طبيعة المرتكزات التي استند عليها البرنامج في مبادئ انطلاقه والأهداف التي تضمنها، نجد أنها تشكل في مجموعها منظومة متكاملة من الجهود والتنظيمات التي يساند بعضها بعضاً، لتكون خارطة طريق شاملة ومتكاملة للبرنامج، وبما يسفر إنجازه عن نقلة نوعية واضحة في أنماط حياة المواطنين والمقيمين داخل المملكة، في إطار اجتماعي واقتصادي وثقافي شامل للفرد والأسرة، والذي سيُمكّن من استحداث خيارات جديدة تعزز المشاركة في مختلف النشاطات والبرامج الثقافية والرياضية والترفيهية وغيرها، كما يساهم بدوره في خلق فرص لوظائف مختلفة في تلك المجالات بما يدعو لتعزيز الفرص الاستثمارية في تلك القطاعات، ويدفع نحو الاهتمام بتنويع النشاطات الاقتصادية في مختلف الموارد المتاحة، وبجميع ما يتصل بمتطلبات التنمية الواعدة التي تضمنتها رؤية 2030، والتي تستهدف تنشيط الاستثمار في مواردنا غير النفطية التي تزخر بها بلادنا من موارد طبيعية مختلفة تشمل مواد خاماً زراعية ومعدنية، ومناطق جغرافية متنوعة تزهو بطبيعتها الخلابة وسواحلها الطويلة وصحرائها الغنية بمواردها، وآثارٍ لمناطق سياحية تجعلها وجهة استقطاب عالمي لموروثها التاريخي، وبمكانة دينية فضلها بها سبحانه وتعالى بين الأوطان لتكون قبلة المسلمين ومقصدهم من شرق الأرض وغربها.

 ويعتبر الاستثمار في مواردنا البشرية من أهم جوانب الاستثمار الحقيقي للموارد الوطنية، فمن خلال التعليم الجيد المواكب لتطورات العلم الحديث ومتطلباته، ومستلزمات التقنية المتقدمة، وبناء الفكر الإبداعي، وبالتمكين المتميز للمهارات والتعزيز للقدرات المتاحة؛ يمكننا استثمار ما نملك من موارد مادية وطبيعية مختلفة، لتكون منتجات ملموسة وإيرادات مستدامة يمكننا بها تحقيق التنوع الاقتصادي المنشود لإنتاجنا المحلي ولمواردنا الوطنية.

 ومن خلال ذلك الاستثمار المنتج يمكننا خلق الفرص المتنوعة لوظائف مؤهلة تثريها تخصصات ومعارف متقدمة، تتواءم مع محتوى برنامج جودة الحياة 2020، فالقوى البشرية المواطنة هي دعامة الوطن وبنيته التحتية الأساسية، وبسواعدها ينهض الوطن، وبعقولها تُستثمر الموارد، وبفكرها تتحول الموارد إلى منتجات وصناعات، وبجهودها تكون الإيرادات المستدامة، وعليه فإن تحقيق برنامج جود الحياة يتطلب استشعارا وطنيا مضاعفا من كافة مسؤولي قطاعات التنمية وما يتصل بها من متطلبات؛ لحجم المسؤولية الوطنية المناطة بهم في تحقيق وإنجاز ما يتضمنه البرنامج من أهداف وتطلعات، وما يتطلبه من تنظيم وتأسيس لبنى تحتية شاملة ينتظرها الوطن والمواطنون، لنحصد ثماره جميعنا ونزهو بوطن ينافس الأوطان فيما يزخر به من موارد وثروات بشرية وطبيعية ومكانة دينية نعتز بها ويفخر بها الوطن.