عندما يُكتب للتاريخ أن يعود وتعود أمجاده، يهيئ الله لهذا البناء من يُحركّ أركانه، وهذا بالفعل ما حدث عندما حضر سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، حفلَ تخريج دفعة متنوعة من الخريجين في مختلف التخصصات، أقامته جامعة نايف العربية للعلوم الأمينة، فعاد الوهج يتجدد في دماء العاملين في منارات هذه الجامعة العربية التي ترفرف أعلام دولها إلى جانب علم الجامعة العربية، ويفتخر كل عربي من المحيط غربا إلى الخليج شرقا بمنجزات هذه الجامعة العربية التي تنوعت بتنّوع كليّاتها ومراكزها وإداراتها، وقد شهد سمو وزير الداخلية في ليلة أضاءتها ملامح النبوغ من أبناء الوطن العربي، وفي تخصصات الشريعة والقانون وأمن المعلومات وتقنيتها -وهو سلاح العصر الجديد- وفي الكليات المتخصصة التي تُعنى بالإستراتيجية ودراسة الأزمات والكوارث، وإيجاد البيئة الحاضنة لمثل هذه الدراسات النادرة، وعلى الطرف الآخر عنيت الجامعة بعلوم الأدلة الجنائية التي قام يحاكيها الغرب، ويستفيد من خدماتها في مجال البصمات وتتبع الجريمة، وإكساب رجال الأمن دراية واعية عند وقوع الحوادث أو الجرائم، وأنشئت لهذا التخصص المختبرات في الأحياء والكيمياء والطب المتخصص في الأحماض وغيرها، واستفاد الطلاب العرب من جامعتهم، بأن أصبحوا رسل تعليم إلى بلدانهم العربية ووطنهم العربي الذي تجمعهم فيه جامعة نايف للعلوم الأمنية، بيت العرب وحكمة الحكماء، والتي باركها وزراء الداخلية العرب منذ الثمانينات الميلادية، عندما أُقر مشروعها الأول في بغداد عام 1978، ثم انطلق في قرارات عمان والرياض والرباط، وتحقق حلم نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- اليوم، وبرعاية سمو وزير الداخلية الأمير

عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، الذي استعرض خلال رعايته حفل التتويج لمجموعة من الطلاب العرب، عدة تخصصات انبرى لها هؤلاء الناجحون في قطاعات أمنية متعددة، كالأمن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وعلوم الإستراتيجية وفنون الإدارة، وكلية التدريب التي تنظم طوال العام دورات تدريبية لأبناء العالم العربي، وبحضور عدد من المهتمين في مجالات عدة، كالسياحة والتراث وفنون الحوار والثقافة، إذ شهدنا هذا العام جانبا منها، وعاد الخريجون من هؤلاء سفراء لبلدانهم، يحملون أدق التخصصات التي رسمها وزراء الداخلية على مدى عقود من الزمن.

في حضرة وزير الداخلية أبدعت جامعة نايف بقيادتها الجديدة في التفنن في إخراج حفل تميز بالإيجاز وتنوع المعرفة ووضوح المعلومة، عبر تذكير الحضور بكلمات نيّرة أعادت إلى الأذهان كيف اهتمت الدولة السعودية بقيادتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده، وقيادة وزير داخليتها الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، كيف للمملكة أن تسهم في ديمومة مثل هذا العمل الأمني الجماعي، فحضرنا ليلة أضاءتها إبداعات التخطيط وصمت الإنتاج المعبر عن قيادة واعية، ترفع من قيمة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومن مكانتها وتمثيلها على أعلى المستويات، وبجهود أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في الدول العربية الشقيقة.

في حضرة وزير الداخلية تناقل الخريجون التهاني فيما بينهم، وتعارف الكل مع الآخر، في إحدى مظلات جامعة الدول العربية التي استطاعت أن تظل صامدة على الرغم من الهزات التي انتابت بعض أجهزة الجامعة على مر تاريخها العريق.

نبارك للخريجين، وشكرا لحضرة سمو وزير الداخلية، رعايته وحضوره، ورحم الله نايف بن عبدالعزيز رحمة واسعة.