صعد إلى سلم الطائرة مودعا مستضيفيه السعوديين وهو يغادر الرياض بعد زيارة رسمية، ليكتب بعدها رسالة إلى صديقه الباحث لورنس فان دير يقول فيها: «بدأت أفهم وجهة نظرهم تجاه إسرائيل، إن هجرة اليهود إلى أرض فلسطين هي السبب الأساسي للإرهاب ويجب التعامل معها، كلي أمل أن يجد الرئيس الأميركي الشجاعة للوقوف أمام اللوبي اليهودي الأميركي، فبالتأكيد يوجد رئيس أميركي لديه الشجاعة لمواجهة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، يبدو أنني ساذج!!».

صدقوني يا سادة إن قلت لكم إن هذه الرسالة بقلم ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، والتي تعود لعام 1986 بعد زيارته السعودية برفقة طليقته الراحلة ديانا سبنسر، والتي نشرت بعد 32 عاما من تاريخها في صفحات جريدة الديلي ميل البريطانية. أستدعي هذه الرسالة القديمة لأناقش بإيجاز أمرا واحدا فقط أن 24 ساعة في الرياض كانت كفيلة بتوجيه قناعات الرجل الثاني في سلم التاج البريطاني، إلى حقيقة المشكلة الأكبر والأقدم في العالم، فالإدارات السعودية المتعاقبة حملت على عاتقها بصدق همّ القضية الفلسطينية، ولم تتوان يوما ما عن القيام بدورها.

لذلك اسمحوا لي أن أعبّر عما بداخلي لأقول إني أجد أنه من المخزي والمحزن في الآن ذاته، أن نرى قليلا من أشقائنا العرب والمسلمين دُلس عليهم وأوهموا بأن المملكة تخلت عن مسؤوليتها تجاه فلسطين، قضية العرب والمسلمين، وتناسوا بذلك كل ما يحفظه التاريخ للمملكة في رعاية فلسطين والفلسطينيين، فمواقف المملكة ثابتة لا تتغير، إصرارا على نهجها الداعم لكل قضايا القدس الشريف، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الوالد سلمان بن عبدالعزيز، الداعم والمؤازر لفلسطين وشعبها الصامد أمام الاحتلال اليهودي، وإذا أردتم شواهد على ذلك اسألوا الفلسطينيين قيادة وشعبا.