شهد ثاني أيام زيارة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، إلى بريطانيا أمس توقيع 18 اتفاقية بين جهات ومؤسسات سعودية وبريطانية. وواصل ولي العهد، أمس لقاءاته المهمة، حيث التقى رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، على مأدبة عشاء، كما التقى كبير أساقفة كانتربري، جاستن ويلبي، في قصر لامبث، واستعرضا العلاقات بين الأديان في تأكيد على قيم التسامح، وشاهد ولي العهد خلال زيارته إلى قصر لامبث مجموعة من النصوص المبكرة من الديانات المسيحية والإسلامية واليهودية. كما بدأت أمس في لندن أعمال منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي - البريطاني.




وسط اهتمام دولي بزيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، لبريطانيا، والتي بدأت أول من أمس، أعلنت السعودية وبريطانيا، عن شراكة جديدة طويلة الأجل بين البلدين لتوثيق التعاون الاقتصادي بين البلدين، فضلا عن تعزيز سبل العيش والتنمية الاقتصادية في أفقر بلدان العالم.


وكان ولي العهد، قد استهل زيارته لبريطانيا أول من أمس، بلقاء الملكة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام في تكريم يعد نادرا لاقتصاره على كبار زعماء العالم، كما عقد ولي العهد والوفد المرافق له اجتماعا مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، وأعضاء مجلس الوزراء البريطاني، لإعلان تأسيس مجلس الشراكة الإستراتيجية بداونينغ ستريت لتعزيز العلاقة بين السعودية والمملكة المتحدة، وعقد اجتماعه الأول.


 


قوة العلاقة

قالت مصادر دبلوماسية إن الشراكة الإستراتيجية السعودية تدل على قوة العلاقة المستمرة بين المملكة المتحدة والسعودية، مشيرة إلى أن السعودية تعتبر وجهة مهمة للشركات البريطانية، حيث يوجد نحو 200 مشروع مشترك تقدر حالياً بقيمة 11.5 مليار جنيه إسترليني بما فيها البنك البريطاني HSBC وMarks & Spencer وJaguar Land Rover.

وحسب المصادر، فإن المملكة تأمل أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيرات العميقة التي تحدث بعد إتمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لاسيما أنه في السنوات الخمس الماضية تجاوزت العلاقات التجارية البريطانية والسعودية مبلغ 2.3 مليار جنيه إسترليني، وقدر التبادل التجاري في البضائع والخدمات بين البلدين بحوالي 9 مليارات جنيه إسترليني في 2016».

وقالت المصادر، إنه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستكون هناك فرصٌ ضخمة لبريطانيا نتيجةً لرؤية المملكة 2030 كون السعودية تمثل أحد أكبر 20 اقتصادا دوليا، كما أن لديها ثالث أسرع سوق في النمو للصادرات والإستيرادات البريطانية.


الأولى من نوعها

كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في بيان لها أول من أمس، أن الشراكة مع السعودية، هي الأولى من نوعها بين وزارة التنمية الدولية البريطانية والصندوق السعودي للتنمية، الذي يتمتع بسجل طويل من الاستثمار في مشاريع التنمية الناجحة في جميع أنحاء العالم.

وقالت إن بريطانيا والسعودية تعكفان على تأسيس شراكة جديدة طويلة الأجل لتحسين سبل العيش، ودعم التنمية الاقتصادية، وتأسيس بنية تحتية لمساعدة بعض من أفقر شعوب العالم في الدول المبتلاة بالجفاف والصراع. وأضافت أن هذه الشراكة تشمل الالتزام بالعمل معاً في شرق إفريقيا، وهو ما سيؤدي بالتالي إلى تعزيز الازدهار العالمي.


استثمار مباشر

من جانبها، ذكرت متحدثة باسم مكتب تيريزا ماي في بيان بعد اجتماع بين رئيسة الوزراء البريطانية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان إنه «تم الاتفاق خلال الاجتماع على هدف طموح لتجارة متبادلة وفرص استثمار بحوالي 65 مليار جنيه على مدار الأعوام المقبلة، بما في ذلك استثمار مباشر في المملكة المتحدة ومشتريات عامة سعودية جديدة من شركات في المملكة المتحدة». وأضافت «هذه دفعة مهمة لازدهار المملكة المتحدة، ودلالة واضحة على الثقة الدولية القوية في اقتصادنا بينما نستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي».