أثيرت مؤخرا ضجة كبيرة قبيل نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، باستبعاد الحكم الدولي ليلة المباراة، بسبب شكوك حول قضية فساد تحيط به، ليس من العدل الخوض في التفاصيل قبل الحكم النهائي من الجهات المختصة، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولكن هذا الموضوع المؤرق هو ظاهرة عالمية أصابت جمال الكرة في مقتل، وجوبهت بحزم كبير من كثير من الاتحادات العالمية.

جميعنا يتذكر الفضيحة المدوية التي أصابت الدوري الإيطالي، وانتهت بهبوط أندية عريقة مثل يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، كعقوبة التلاعب في نتائج المباريات، وسحب لقب الدوري الإيطالي منه لعامي 2005/ 2006، فضلا عن العقوبات القاسية التي أصابت أندية ريجينا، لاتسيو وفيورنتينا، ويتعرض حكام المباريات لكثير من المغريات، وأشارت جريدة الرياضية السعودية، مؤخرا، إلى قصة طاقم التحكيم اللبناني الذي حاول التلاعب بنتيجة إحدى المباريات في البطولات الآسيوية، مقابل الحصول على بعض السيدات مجانا، وما تزال المواقع الإلكترونية والصحف تضج باعترافات كثير من الحكام، بتعرضهم لإغراءات مادية كبيرة، وحصولهم على مكاسب كبيرة بعد التلاعب بنتائج المباريات.

مما لا شك فيه، أن الرياضة المحلية تضررت بشكل كبير من قضايا الفساد السابقة، والدليل تكدس المديونيات «الربع مليارية»، خاصة على بعض الأندية التي كانت «شمسا» مشرقة نتيجة صفقات احترافية فاشلة، بمبالغ لا يصدقها العقل والمنطق، وأدت تلك الفوضى المالية والإدارية إلى تأخر الأندية السعودية في المسابقات القارية، وعجزها عن منافسة الغير.

وقد مرت الرياضة السعودية بمرحلة فوضى طويلة، وكان الحكام دائما محل اتهام وسخط وعدم رضا من جميع الفئات الرياضية، ولعل القرارات الحازمة التي نراها حاليا في المجال الرياضي امتداد لمرحلة الحزم والعزم ومحاربة الفساد، ولو طبقت هذه السياسة في الـ20 سنة الماضية، لرأينا بعض الأندية «المدللة» تختفي من خارطة المنافسة، واشتدّ عود الأندية السعودية، فالبقاء للجيد والمستحق، لا أعلم لو تم فتح الملفات «القديمة» وتم التحقيق مع كثير من حكام النهائيات، كيف سيكون ترتيب عدد البطولات في المملكة، وهل

ستستحق تلك الأندية الترابية بطولات اختطفتها مع فورة ارتفاع أسعار «العقار» في المملكة، ليس عندي أدنى شك أنه مع القيادة الرياضية الجديدة ستختفي ظاهرة «أسد علي وفي الحروب نعامة»، ونأمل من العلي القدير أن يتوقف «التفحيط» بالبطولات الآسيوية، ولن نرى تلك التسهيلات «المحلية» التي «كانت» تطبخ في جوف ليل.